10 سبتمبر 2025

تسجيل

ريما خلف .. شكرًا لكِ

30 مارس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نعم، الحياة مواقف، تمتحن أخلاق الإنسان، كما تزن ضميره.لم يكن اسمها مشهورا ولا ذائع الصيت، ولكنها جعلته كذلك بموقف ندُر فعله حتى من الرجال، في زمن الشياطين الخُرس.الأردنية «ريما خلف»، شخصية قيادية، تولت العديد من المناصب في بلدها قبل أن تشغل منصب الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا).قبل أسبوع تقريبا، قدمت استقالتها من منصبها الأممي، والسبب طلب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة منها، سحب تقرير دولي يتهم الكيان الصهيوني بممارسة اضطهاد الشعب الفلسطيني.بدأت القصة عندما أعدت الإسكوا تقريرا دوليا عن «الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (الأبارتايد)».ذلك التقرير قدم توصياته للأمم المتحدة، والتي كانت كالتالي: «أوصى بإعادة إحياء لجنة الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري، ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري اللذين توقف عملهما عام 1994».الأمين العام الجديد للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» طالب خلف بسحب التقرير، لكنها رفضت وأعلنت ذلك في مؤتمر صحفي عقدته في بيروت، حيث أكدت أن الأدلة التي توصل إليها التقرير «قطعية»، أي لا تحتمل الإنكار أو النفي.حينها قررت أن تقف موقفا سيذكره التاريخ، حيث كشفت كيف تتلاعب أمريكا وربيبتها الصهيونية بتلك المنظمات الدولية!كيف يداس على جميع القوانين الدولية، من أجل عدم جرح مشاعر ذلك الكيان اللقيط ولو بإدانة واحدة، مثبتة بالأدلة والبراهين.الفرق هنا، أن خلف كان بإمكانها أن تُذعن، وأن تحني رأسها، وأن تستمر في منصبها، كما تعود الجميع أن يحنو رؤوسهم وظهورهم، ليطأ عليها أولئك المتلاعبون بكرامة الشعوب وحقوقهم وحرياتهم.لكنها أبت، ووقفت موقفها الحر الذي كشف الغطاء عن ازدواجية المواقف والمعايير والأخلاق لدى أولئك.برودكاست: لم يكتف الكيان الصهيوني باحتلال وسرقة الأرض والثروات، ولكنه يجري غيا في عنصريته، متجاوزا جميع الأعراف والقوانين الدولية، لأنها لم تكتب له أصلا!لأنها لم تقرّ لتطبّق عليه وعلى كيانه المسخ، ولكن على الشعوب الخانعة والراضخة لمحتل غاشم؛ لا يملك إلاًّ ولا ذمة، وليس له حظ لا من الإنسانية ولا من الأخلاق ولا من الضمير.