12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); «وجهت رسالة صريحة جدا إلى القيادات العربية قلت فيها: تغيروا ولا بتتغيرون. البعض عتب علي، والبعض قال لهم الحاشية: هذا ما يعرف عن المستقبل!وصحيح هذا الكلام، لا يعلم الغيب إلا الله، ولكن هناك مؤشرات تخلي الواحد يفهم المسألة، أول شي، القيادات العربية أحاطت أنفسها بمسؤولين وحاشية يقولون لهم: كل شي ممتاز، وكل شي جميل. ويقولون: إن الشعب سعيد. لكنني أعرف أن العرب يسمعون لهذه الحاشية ويصدقونها، ولكن هناك مؤشرات أن السعادة غير موجودة والرضا غير موجود، هناك فرص ضائعة، هناك اقتصاد متخلف، هناك ملايين من الشباب العربي المتعلمين ليس لديهم عمل».تلك العبارات الرنانة والحرّة، أعلنها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، في القمة العالمية للحكومات التي انطلقت هناك.هذا حقيقة ما تردده الجماهير منذ عقود، ولكن الفرق هنا أنه خرج على لسان شخصية فذة مثل محمد بن راشد.من حظ الشيخ محمد بن راشد أنه كان هو، ولو كان قائلها شخصا آخر، لربما اتهم بأنه من فصيل معارض.هل سمعتم بحكاية «زنجي البيت» و«زنجي الحقل» التي رواها مالكوم إكس ذات يوم أمام أتباعه، وقد نشرتها من قبل، وأعيدها اليوم في هذا السياق.يقول مالكوم إكس لأتباعه: عليكم أن تقرؤوا تاريخ العبودية لتفهموا هذا. كان هناك نوعان من الزنوج (ويقصد بهم العبيد المضطهدين في أمريكا ذاك الوقت من ذوي البشرة السوداء).يقول: «كان هناك زنجي البيت وزنجي الحقل. زنجي الحقل يعتني بسيده، فإذا خرج زنوج الحقل عن الطابور كان زنجي البيت يمسكهم، ويسيطر عليهم ويعيدهم إلى المزرعة، وكان يستطيع ذلك لأنه كان يعيش أحسن حالًا من زنوج الحقل، كان يأكل أحسن منهم، ويلبس أحسن منهم ويسكن في بيت أحسن!كان يسكن بجوار السيد في الدور العلوي أو السفلي، وكان يأكل الطعام نفسه الذي يأكل منه السيد، ويلبس اللباس نفسه، وكان قادرًا على التكلم مثل سيده بأسلوب وبيان جيد، وكان حبه لسيده أكثر من حب السيد لنفسه.. ولذا لا يحب لسيده الضّرر، وإذا مرض السيد قال له: ما المشكلة سيدي؟ (أمريض نحن)؟!وإذا اشتعل حريق في بيت السيد حاول أن يطفئه لأنه لا يريد أن يحترق بيت سيده، لا يريد أبدًا أن تتعرض ممتلكات سيده للتهديد، وكان يدافع عنها أكثر من مالكها.. هكذا كان زنجي البيت.ولكن زنوج الحقل الذين كانوا يعيشون في الأكواخ، لم يكن لديهم ما يخشون فقدانه، فكانوا يلبسون أردأ اللباس ويأكلون أسوأ الطعام ويذوقون الويلات ويُضربون بالسوط، وكانوا يكرهون سيدهم بشدّة، فإذا مرض السيد يدعون الله أن يموت، وإذا اشتعل حريق في بيت السيد، كانوا يدعون الله أن يرسل ريحًا قويّة! كان هذا هو الفرق بين الصنفين، واليوم ما زال هناك زنوج البيت وزنوج الحقل، وأنا من زنوج الحقل». (انتهى)مالكوم إكس كان يشرح لأتباعه في ذلك الخطاب الفرق بين الأحرار والعبيد، حيث إن هناك من العبيد والزنوج أحرار أكثر من الأحرار أنفسهم. ذلك المثال ينعكس بسهولة على مجتمعاتنا، حيث تجد الأحرار كما تجد العبيد.هناك الموظّف الذي يركب أفخم السيارات، ويلبس أفخم الثياب، ويمتلك أجمل القصور، ورصيده في البنوك «مليان على الآخر»، ولكنّه في الأخير يبقى عبد ا، يعيش حياة العبيد، لأنه لا يملك حتى قرار نفسه، لذلك تجده يعيش منبوذًا مكروهًا بين الناس، رغم أنّه يستطيع فعل ما يشاء، لأنه عبد السيّد، ذلك العبد قد تجده رئيسًا أو وزيرًا أو حتى أكبر من ذلك.في الوجه المقابل، هناك الموظّف البسيط، الذي يركب سيارة عاديّة، وملبسه ومأكله ومسكنه يغوص في التواضع، ومع ذلك تجده حرّ نفسه، يخشاه ويوقّره الغنيّ والمتكبِّر والسيّد، لأنه يمتلك نفسًا عزيزة أبيّة، لا تُشترى بثمن، ولا يسمح لأيٍ من كان أن ينال منها، فالغنى غنى النفس كما يقولون.برودكاست: في ختام خطابه ذاك، قال مالكوم إكس: وأنا من زنوج الحقل.أما الحق فيقول، المواطنون سواسية، ليس هناك فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.مبادئ العدالة والحق والمساواة قيم إنسانية عظيمة، لا يتخلى عنها إلا «زنوج البيت».