12 سبتمبر 2025

تسجيل

الساحر الأبيض

30 نوفمبر 2015

مع تحطيم الريان للأرقام القياسية لبطولة دوري النجوم بعد الهبوط الاضطراري لقطر غاز والريان يخطف الألباب أسبوعا بعد آخر فقد فاز بالعشر مباريات جميعها ولم يتعادل ولم يخسر ويمتلك في جعبته القوة الهجومية المفرطة بـ 36 هدفا ويقود هجومه هداف الدوري رودريغو تباتا الذي سجل 11 هدفا بما يفوق قدرات العديد من الفرق بينها الغرافة خصم المباراة المقبلة صاحب العشرة أهداف. ويمتلك جمهورا جبارا يتألق في الحضور والتفاعل ومنظومة إدارية متناسقة غيرت ثوبها الإداري بقوة وكأنها إدارة مختلفة عن تلك التي كانت قبل عامين كما تمتلك فريق رديف مميزا يقدم عطاء جيدا في دوري الرديف ويمثل صفا ثانيا للتشكيلة الرئيسية المميزة.وفي ظل سحر الريان الأسبوعي المستمر يغيب عن الأذهان من دون قصد طبعا مدح الرجل الذي غير منظومة الريان الكروية التكتيكية.. نعم هو.. الساحر الأبيض خورخي دانيال فوساتي لوراتشي. حارس المرمى الأورغوياني السابق ذو الثلاثة وستين عاما.هيبة وشموخ ووقار وفكر كروي.. إنه المدرب الفخم لنادي الريان وهو المدرب الفخم الذي قاد السد ليكون بطلا للقارة وقاد قبله ليغا دي كويتو الإكوادوري ليكون بطلا لليبرتادورس ليشارك الإيطالي العريق ليبي وأخيرا البرازيلي سكولاري عراقة الفوز بلقبين قاريين في قارتين مختلفتين.الساحر الأبيض أعطى للريان الدفعة الكروية المميزة..هو الذي يطبق شاكلة 3-5-2 مثل "ما قال الكتاب بالضبط" وأعني كتاب خطط كرة القدم! فوساتي لا يتأثر باهتزاز شباكه فقد صنع فريقا قادرا على تحويل الكفة في صالحه فأصبح الفوز مع المنظر الجماهيري الخلاب والحماس الإداري منقطع النظير للوحه حمراء سوداء تسعد أي متابع لمباريات الريان. فوساتي الذي أسهم بصناعة أندية قطرية مميزة تستحق الإعجاب وصنع لـ "عيال الذيب" ومن ثم "أسد الرهيب" مخالب لا ترحم يستحق دوما أن تعمم فلسفته التدريبية وأن يسلط الضوء عليها في برامج التلفاز وعالم الصحافة والمذياع.. فطريقة إدارته للمباريات والروح التي يزرعها في لاعبيه وطريقة تنفيذهم لتلك التعليمات شيء يكتنفه الغموض غير معروف سوى في مخزن أسرار هذا المدرب المميز والذي كنت أتمنى لو تواجدت نسخ مميزة منها في دورينا.يكفي فوساتي فخرا بحكم ألقابه الكبيرة إنه أعاد للرهيب النفس الطويل الذي افتقده منذ ربع قرن وعلى الريان الحفاظ على هذا النسق مع بعض التواضع والهدوء واخذ السلم خطوة خطوة لكي ينجح فوساتي بالفوز بخامس بطولة دوري في مسيرته التدريبية وثاني بطولة دوري في دوري نجوم قطر بعد دوري 2006-2007 وهو الموسم الذي قاد فيه فوساتي السد للفوز بكل بطولات الموسم الكروي في إنجاز تاريخي لا يتكرر إلا مع رجل مثله.