14 سبتمبر 2025
تسجيللقد تناولت حال أئمة المساجد في هذه الزاوية عددا من المرات بشرح حالهم والدور المطلوب منهم في أداء وظيفتهم الدينية واليوم أعود إلى ذات الموضوع بعد أن قرأت في صحيفة الشرق بتاريخ 26 / 11 تحقيقا عن حالهم الذي لا يليق بمكانتهم ومطالبهم في إصلاح حالهم ولا يليق بأمة التراحم أمة الإسلام. المفروض أن ننظر إلى المؤذن وإمام المسجد وخطيب الجمعة نظرة احترام وإجلال وتقدير لأنهم يمارسون عملا مقدسا لا يستطيع تأديته إلا هؤلاء وأمثالهم من حفظة القرآن والمنشغلين بالفقه والتوحيد ودراسة الحديث. ومع الأسف الشديد فإن وزارات العمل في معظم دول الخليج العربي تهتم بالعمالة الأجنبية من حيث السكن الصحي اللائق والفسيح والعناية الطبية والتأمينات وتهتم برفاهتهم وفوق هذا تعقد الأمم المتحدة في جنيف اجتماعا سنويا لدراسة حال العمال في مناطق تواجدهم. أضرب مثلا.. ارتفعت مرتبات الخدم الذكور منهم والإناث العاملين في المنازل بنسبة عالية رغم أن ذلك الصنف من العمالة يعيش عيشة كريمة ويؤمن لهم الأكل واللبس والسكن الفاره ويوفر لهم وسائل الاتصال بينما أئمة المساجد والمؤذنون وخطباء الجمعة لا يجدون الاهتمام لا من المنظمات الدولية الإسلامية ولا من المنظمات الوطنية كوزارة الأوقاف وغيرها من المؤسسات ذات الاختصاص. يقول أحد الأئمة إنه يعمل في هذه الوظيفة لأكثر من عشر سنوات ومرتبه الشهري لم يحدث عليه تغيير وأن راتبه لا يزيد على أربعة آلاف ريال. والحق أن قيمة هذا الراتب (4000 ريال) قبل عشر سنوات كان لها قيمة أما اليوم فإن قيمتها الشرائية لا تزيد عن (400 ريال). ألا يجوز لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو الجهات المختصة أن تعيد النظر في دخول هذه الطبقة من الناس. لقد زادت مرتبات الموظفين في كل مؤسسات الدول الخليجية بنسب مختلفة، المواطن على سبيل عندنا في قطر زاد دخله بمقدار 60 % وهناك آخرون بنسب متفاوتة إلا هذه الطبقة من الموظفين العاملين في المهنة المقدسة، لماذا لا تقرر الوزارة المعنية زيادة سنوية لهؤلاء الناس بنسبة التضخم التي تحدث كل عام على مستويات الأسعار؟ لماذا لا يخصص لهم مخصصات تحسين مظهر أسوة ببعض موظفي أجهزة الإعلام المرئية؟ قدر لي أن أصلي في أكثر من مسجد ورأيت حال مؤذن المسجد والإمام في ملابس رثة لا تتناسب والمقام وطبيعة المهنة. يقول أحد الأئمة إنه لا يستطيع السفر كل عام إلى أسرته نظرا لغلاء تذاكر السفر والوزارة لا تمنح تذاكر سنوية ولا أستطيع أن آتي بأسرتي إلى هنا لأني أسكن في غرفة متواضعة لصيقة بالمسجد بالكاد تسعني بمفردي ولا أستطيع أن أستأجر سكنا خارج رحاب المسجد لقلة دخلي. إمام آخر يقول لست أدري هل أنا من طبقة العمال أو من طبقة موظفي الدولة؟ العمال لهم تأمينات ولهم من يدافع عن حقوقهم ومطالبهم أما أنا ومن هم في حالتي فلا سائل عنا. يقول إنه يسكن في سكن ملاصق للمسجد عبارة عن غرفة نوم صغيرة وحمام لا أستطيع أن أستضيف أحدا في سكني لتواضعه وضيق مساحته. يقول أحدهم: قطر كلها خير وأهلها كرماء ونرى خيرهم يتمدد إلى خارج الحدود اللهم فلا حسد ولكن أتمنى أن يصيبنا نحن العاملين على حياة المسجد نصيبا من الخير الوفير الذي يعبر الحدود. آخر القول: المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. لا تنسوا هذه الطبقة يا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من عنايتكم والاهتمام بشأنهم.