11 سبتمبر 2025
تسجيلكنا قد توقفنا في مقال الاحد الماضي في قصة "المنتخب المودماني"، عندما قرر أهل القرية تشكيل لجنة لتقوم بالتحقيق في إخفاقات منتخب قريتهم الذي لم يقدم مستوى وأداء مقبولا في النهائيات القروية لكرة القدم، وكنا قد قلنا ان هذا المنتخب قد أغرق عليه اهل القرية الأموال والدعم اللامحدود خلال السنوات التي سبقت مباريات النهائي الكروي الكبير، وبالرغم من ذلك ظهر منتخبهم المحبوب بشكل لا يليق بالجهد والعمل الذي تم من أجله. ووصلنا في سردنا لقصتنا الخرافية والخيالية والغير حقيقية والتي لا تمت للواقع بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد، بأن اللجنة المشكلة، بعد البحث والتحري والتقصي وجمع المعلومات من خلال المقابلات مع المسؤولين عن اعداد المنتخب المودماني ولاعبينه وطاقمه الفني، وأيضا الاطلاع على التقارير المالية والإدارية والفنية خلال مراحل الاعداد المختلفة وقراءتها وتحليلها، وبعد شهور طويلة من العمل المتواصل والمضني انتهت اللجنة من اعداد تقريرها الختامي وقدمته الى اهل القرية، ونواصل معكم في هذا المقال باقي احداث القصة. بعد ان قدمت اللجنة تقريرها الى أهل القرية والذين كان يمثلهم مجموعة من كبرائها، قرر هؤلاء وبالإجماع على ان لا يتم قراءة التقرير إلا على مرأى ومسمع جميع اهل القرية حتى تكون هناك شفافية في طرح النتائج ومعرفة الحقائق، وبالفعل تم الإعلان عن موعد قراءة التقرير على الملأ وتم تحديد المكان والزمان مسبقا ليتسنى لأهل القرية الحضور والاستماع والوقوف على حقيقة ما حدث لمنتخبهم المودماني، ولمعرفة المتسبب فيما جرى وحصل. وفي اليوم الموعود حضر اهل القرية من كل حدب ينسلون، فالجميع كبارهم وصغارهم في لهفة وفضول لمعرفة ماهي الأسباب ومن المتسبب في ضياع حلمهم وتبديد أموالهم، جلس الجميع ينتظرون قراءة التقرير من قبل كبير حكماء القرية، وخلال هذه اللحظات من الانتظار اخذوا يتحدثون ويحاولون استنتاج وتوقع نتيجة التقرير، ودعوني انقل لكم بعض ما دار بينهم من احاديث. قال احدهم لصاحبه " بوفلان انا اعتقد ان المتسبب هو الطاقم الفني من مدربين ولاعبين، لانه بصراحة المدربين كانت عندهم فترة كافية للاختيار واعداد اللاعبين، واللاعبين ما كانوا قد المسؤولية، فهم اللي لازم نحاسبهم"، رد صاحبه " انت غلطان الطاقم الفني ماله علاقة هم سواو (أي فعلوا) اللي عليهم بالامكانيات اللي عطوهم إياها، اعتقد ان التقصير كان من الطاقم الإداري لأنهم ماوفروا كل متطلبات الجانب الفني فعلشان جذيه الفريق ما وصل لقمة جاهزيته"، سمعهم احد الجالسين فقرر ان يدلوا بدلوه هو الاخر فقال "يا جماعة، لا الطاقم الفني ولا الإداري هم السبب، السبب ان ما عندنا مواهب كروية ممكن تنافس المواهب اللي في باقي القرى، وعلى قولت القايل انفخ يا شريم، قال مامن برطم (البرطم تعني الشفايف) ". واستمرت النقاشات الجانبية بين اهل القرية بانتظار قراءة التقرير المصيري والذي سيحدد أسباب إخفاقات "المودماني" في البطولة الحلم، وفجأة عم الصمت المكان، فقد صعد المنصة احد كبير الحكماء ووقف وبيده ظرف مختوم بشمع احمر دلالة على ان التقرير لم يطلع عليه احد بعد. اخذت عيون الحاضرين بالتحديق في كبير الحكماء وهو يدخل يده في الظرف ليخرج التقرير المرتقب، وما إن اخرج يده من الظرف حتى تفاجأ الجميع بما احتواه الظرف، فقد كان الجميع يتوقع انهم سيمضون الليل وهم يستمعون لتقرير طويل يتألف من مئات الأوراق، ولكن كبير الحكماء اخرج ورقة صغيرة صفراء كتب فيها ثلاثة عناوين لخصت في مجملها قصة قريتهم مع الحدث الرياضي القروي. عزيزي القارئ، هذه القصة ذات نهاية مفتوحة، وأتركك تطلق العنان لمخيلتك لتحديد العناوين الثلاثة على ضوء أحداث القصة.