12 سبتمبر 2025
تسجيلتُرى هل سيتغير شيء مع وصول النائب العام السعودي سعود المعجب إلى إسطنبول الذي صدر قرار سفره إليها بعد حدة الخطاب الذي جاء على لسان أردوغان وطرح فيه سؤالين لا أظن أن المعجب سيحمل معه إجابات وافية عليهما وهما : أين جثة جمال خاشقجي ؟! ، ومن هو المتعاون أو المتعاونين المحليين الذين استعان بهم فريق الاغتيال السعودي للتخلص من جثته ؟! . يحضر المعجب وهو الشخص الذي لا يمكن أن يكون نداً للمدعي العام الجمهوري التركي ليس في شخصه ولكن في حجته ، فالجانب التركي يمتلك أدلة دامغة على أن هناك من رؤوس الحكم السعودي من هو الآمر الفعلي لهذه الجريمة التي أعتبرها فعلة غبية لا يفكر بها سوى شخص معروف بتهوره ولا يتحمل كلمة نقد واحدة في حقه حتى وإن كان نقداً موضوعياً لا يحمل كرهاً له ولا عداءً ؟! ، بينما في المقابل لا يملك الجانب السعودي سوى النكران ثم الاعتراف ليعود الإنكار ثم الاعتراف وهكذا حتى تضطر أنقرة إلى إظهار الحقيقة كاملة بينما سيواجهها السعوديون بدهشة ثم صدمة ثم محاولة إنكار فاعتراف واتهام كما هي عادتهم منذ تفجر هذه القضية التي تعد أسوأ مطب وحفرة في تاريخ العائلة المالكة في الرياض!، والمصيبة أن السعودية تعلم أن المعجب لن يستطيع أن يواجه ما تملكه أنقرة من أمور حساسة جداً لكني أراهن أن الرياض تلعب على وتر الوقت في إطالته ومدّه للتفكير بمخرج ينقذ ولي عهدها وسمعتها من حضيض باتت تصبح وتمسي فيه وما ظنت أنها ستتخلص منه بتخلصها من الإعلامي جمال خاشقجي بات كابوسا يلاحقها وستظل كذلك حتى تتغير أمور تثبت الرياض من خلالها أنها ليست الرياض الأولى التي يحكمها شخص مجنون بالعظمة والارتياب ومعاداة كل من ينتقده بالحبس والتنكيل والخطف والتقطيع بالمناشير ، إلا إذا أرادت السعودية أن ترسل المعجب ليقرأ المعوذات على رؤوس الأتراك وطلب التخلي عن كل هذا والتطلع لعلاقات مميزة مع المملكة لا يشوبه دم خاشقجي ولا سكبه على أرض سعودية في المضمون تركية في الواقع وفي هذا لا أعتقد أيضاً أن الرياض ستنجح فيه فالرئيس التركي يلح ويصر على الإجابة على أسئلته التي تؤرق الأتراك جميعا الحكومة والمعارضة والشعب الذي يتساءل هو الآخر عن هوية ذلك المجرم فيهم الذي استطاع أن يحمل أشلاء إنسانية ويقبل التخلص منها دون ضمير أو شعور بالخوف من الله في هذا لقاء أموال لا يمكن أن تعادل بشاعة وحرمة هذه الجريمة. ثم أين ترامب ؟! ، ففي الوقت الذي يطل وزير دفاعه بالتصريحات الهزيلة التي مل منها المتابع وشرب والداعية في كل مرة إلى إجراء تحقيق عادل وشفاف من السعوديين وإجابة الجبير المتكررة : نقوم بتحقيق دقيق يضمن ألا يتكرر مثل هذا الأمر مرة أخرى !، وكأن ما جرى في القنصلية الدبلوماسية أمر عادي يتطلب تعهدا بعدم تكراره وكفى الله الأتراك والعالم هذه الضجة المفتعلة علينا ! ، يتساءل الأميركيون والحقوقيون في بلاده : لماذا لم يقر الكونغرس عقوباته الرادعة على الرياض ولا يخرج الرئيس بتصريح حاد غاضب يشبه الحالة التي بدا عليها بعد حادثة الكنيس اليهودي في بنسلفانيا ؟! ، ولماذا تجمد المشهد الأمريكي بعد إعلان لقاء ترامب بمديرة الاستخبارات المركزية بعد عودتها من أنقرة وإفادتها التي يقول محللون إنها تضمنت نقل ما سمعته من أحد التسجيلات المؤلمة التي سبقت وواكبت عملية قتل خاشقجي في القنصلية ؟! ، هل تبدو انتخابات الكونغرس التي ستكون بعد أسبوع من الآن عائقاً فعلياً يأخذها ترامب عذراً لتأجيل تعليقاته وعقوباته القادمة حتماً في هذه الجريمة التي يعلم شخصياً أن محمد بن سلمان هو المخطط والآمر لها ؟!. عموما لا يمكن الرهان على ترامب كرئيس متناقض متقلب في مزاجه وحكمه ولكن يبدو أن الكونغرس قادر على ما لا يستطيع ترامب فعله وقادر على الضغط على الرئيس للخروج من عباءة المنقذ الشخصي لولي العهد السعودي والأيام القادمة بل هي الساعات المقبلة من ستكشف شيئين وهما : استمرار ضعف الحجة السعودية بين الإنكار والاعتراف ثم الصمت المطبق أمام الأدلة القوية والشيء الآخر هو أن ترامب لن يستطيع هذه المرة تجميل الصورة (السلمانية) في بلاط البيت الأبيض وما اشتكى منه باكياً ابن سلمان لبعض الإنجليز والفرنسيين من أن هذه الأزمة أثبتت له صديقه من عدوه سيغدو حقيقة تقول إن الصديق الوحيد لترامب كان ما جاء على ( السبورة المشهورة ) التي استراحت على ركبة محمد بن سلمان يوماً في البيت الأبيض وما عداها فلا حياة تسر الصديق ولا ممات يغيظ العدا !. فاصلة أخيرة: كلما تخيلت ما يمكن أن يكون خاشقجي رحمه الله شعر به وقت مقتله ضمنت سجودي دعوة على من قتله وحاصر قطر وقتل أهل اليمن .. اللهم فاستجب [email protected]