12 سبتمبر 2025
تسجيلعلى صفحتها الأولى عرضت الزميلة جريدة الراية منذ أيام عنواناً تمكًن مني وعلق في ذهني.. وبالفعل آلمني.. وهو "جمعية الأدباء ولدت ميتة!!" عندها تذكرت تلك الوجوه الثقافية الأدبية الفنية التي صادفتها في الرحلة العائدة للوطن من دولة الكويت. وجوه مسحت من عليها آثار التفاؤل وغلبت عليها الحسرة والألم وهم عائدون من محفل ثقافي من ارض الثقافة والفكر والإبداع وقد المهم وضعهم مقارنة بأقرانهم من دول الخليج الذين يعيشون ازهى حالاتهم في حين ان قطر بما تمتلكه من موارد وطموح وتطلعات مستقبلية وابراز اسمها دوليا.. لا توفر المناخ الملائم لمثقفيها وادبائها بمختلف مشاربهم واهدافهم وثقافتهم ليتمكنوا من اداء دورهم المهم النائم المعطل؟!! يشتكي ثلة المثقفين بان كتارا أعطتهم مقراً ثم سحبته.. لماذا.. لعدم انتهاء الجمعية أو تأخرها من اجراءات التسجيل والاشهار ومزاولتها للنشاط الذي منحت من اجله! حقيقة انا هنا لا ألقي باللوم على (كتارا) لأنها مؤسسة وضعت اهدافها واستراتيجيتها وفق جدول زمني.. ولكن اللوم يقع على عاتق الدولة.. نعم.. فكل جمعية يوضع لها العراقيل ولا ترى النور الا بعد اوقات عسيرة.. لماذا؟!! سؤال بسيط فيه العشرات من التساؤلات.. نعم.. فيما يتعلق بالجمعيات غير الرياضية بالذات.. فهل مؤسسات الدولة تفضل المستورد وأدمنته؟! وهل باتت الحركة الثقافية تعتمد على استضافة واستيراد كل الافكار والثقافات والافراد والجماعات من الخارج!؟ هل لاحظتم أننا وصلنا الى مرحلة كأنه لم يعد لدينا أدنى الثقافات واصبحنا نتسول الثقافة كأنه لا أصل ولا جذور لنا حتى الاغاني الوطنية بعد رحيل قطبي الغناء القطري محمد الساعي وفرج عبد الكريم رحمهما الله بات الجيران جزاهم الله خيرا يغنون لنا وعنا؟!! يا مسؤولين يا كرام..الثقافة لا يمكن فصلها عن بيئتها كونها ترتبط بمحيطها وتراثها الفكري والحضاري ولا يمكن استيرادها!! فالى متى اهمال ابناء البلد من اصحاب الابداعات الفكرية والثقافية والأدبية.. ومتى تحتضنهم الدولة وتعطيهم حقهم في الابداع والحرية خدمة لوطنهم ورسالتهم والاجيال القادمة من الشباب. كمسؤولين.. لا يجب خذل الدولة في مسعاها نحو المجد والمستقبل وتحقيق رؤيتها الوطنية.. وعلى الجهات المختصة العمل بتوفير المقرات والدعم المالي للجمعيات كافة للقيام بدورها بشكل مشرف كما يجب على الجهة المانحة للترخيص الدفاع عنهم ومؤازرتهم وليس جعلهم لعبة في يد الأقدار ونحن في قطر! ان الثقافة رديفة للعلم والتعليم وهما وجهان لعملة واحدة.. فقطر ليست بحاجة فقط الى متعلمين بل الى متعلمين مثقفين ليكتمل الجانب الحضاري المشرق لدولتنا وتاريخنا الذي لا يجد احدا حتى الآن يغني لهما بمفردات حضارية!