18 سبتمبر 2025
تسجيلمواطنون آباء وأمهات وإخوة كرام، أفنوا سنين طويلة من أعمارهم باذلين من عرقهم وجهودهم وعصارة فكرهم، ما تقصر عن إدراكه هذه السطور، تعبوا وسهروا وعملوا بجد وإخلاص في ميادين العمل وقطاعاته المدنية والعسكرية، يؤدون ما أسند إليهم من مهام بجدية ومثابرة، بل يبادرون من أنفسهم في خدمة هذا الوطن وأهله، جاعلين الأمانة والإتقان نصب أعينهم في كل ميدان . فكم تحققت على سواعدهم المنتجة إنجازات كبرى وتحملوا في سبيل ذلك كثيرا من المشاق والإصابات، وجابهوا تحديات ومخاطر جسيمة، ومنهم من أصيب بأمراض مزمنة نسأل الله لهم الشفاء العاجل . هم أبناء وبنات ينتمون إلى هذا الوطن الغالي، توقفوا عن العمل أو أحيلوا عن وظائفهم رغم قدرتهم على العطاء والإنتاجية، وحتى الذين بلغوا سن التقاعد أو تنحوا جانباً لأي سبب كان هؤلاء جميعاً يستحقون منا تقديراً عملياً فائقاً؛ لأنهم خبرات ثرية ينبغي الاستفادة منها وتوظيفها مجددا في مجالات التدريب والتأهيل، وتوجيه جيل الشباب نحو الطريق الأمثل في توظيف المهارات والقدرات، واستثمار الطاقات البناءة بما يسهم في تحقيق أهدافنا التنموية الوطنية الطموحة، يعز علينا ويحز في نفوسنا أن كثيرا من هؤلاء المؤسسين المخلصين لم يلاقوا ما يستحقونه من تقدير مادي ومعنوي، وهذا التهميش والتجاهل يشعرهم بالمرارة والأسى فهل هذا جزاء ما قدموه بكل حب وتضحية لهذه الأرض الطيبة ومن يعيش على ثراها ؟! وكم هو مؤلم أن يصدر هذا التعامل المجحف من أفراد كانوا يوماً تلاميذ متدربين على أيدي أولئك الآباء والأمهات، وهم يشاهدون من يجلب خبرات وافدة تحل بدلا عنهم، ويتخلص من كوادر وطنية معطاءة ويدفع مقابل ذلك موازنات ضخمة لم يكن المواطنون المؤهلون يطالبون بها رغم أحقيتهم في ذلك حتى المجالس التي وعدوا بإنشائها لتشكل ملتقى ومتنفسا يتبادلون فيه الخبرات والذكريات سحبت منهم لصالح جهات ومؤسسات أخرى لم تحسن استغلالها كما يجب!!. فإن كان لابد من الاستعانة ببعض الخبرات والتخصصات فلتكن من أبناء وبنات دولنا الخليجية ذات المرجعيات والثوابت المشتركة وأواصر القربى، على أن تبقى الأولوية للمواطنين بطبيعة الحال، فما زلنا نؤكد أن أهل البلاد أقدر وأجدر. وذلك سوف يوفر جهوداً وأموالاً وأوقاتا نحن أحوج لها؛ من أجل تحسين الإنتاج ورفع الكفاءة ومستوى الأداء بالتنسيق والتعاون الدقيق والفعال بين وزارات ومؤسسات الدولة في تبادل الخبرات وإعادة توزيع الكوادر الوطنية حسب التخصصات والخبرات المطلوبة والاستفادة من كبار السن منهم في مجالات التدريب والاستشارات . إن أصحاب العطاء والوفاء ثروة غالية يجب استثمارها وتفعيل أدوارها (المعطلة) وأقترح أن يقام لهم مراكز تدريب وطنية يمكن أن يضمها مجمع إداري متكامل يلحق بوزارة التنمية الإدارية أو مؤسسة مستقلة، بالتنسيق والتعاون البناء مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة حتى نؤدي واجبنا المسؤول تجاه تلك الفئات المنتجة بما يعود على الوطن والمواطن بالخير والتقدم والنماء ولنثبت لأنفسنا والآخرين أن قطر تزخر بالأيادي والعقول المنتجة، القادرة على تحقيق رؤيتنا الوطنية، بكل همة ومسؤولية واقتدار .