11 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ يومين وردني اتصال من أحد المرشحين في انتخابات مجلس الشورى وممن عُرف عنه منذ القدم تبنيه قضايا المجتمع وسعيه لحلها من خلال تسليط بؤر الضوء عليها ومتابعته الشخصية لتحديثات هذه القضايا وأين وصلت ودار بيننا حديث شبه مطول عن أجواء الانتخابات ولكن لفت نظري أن هذا المرشح بدا غير واثق من اجتيازه مرحلة الانتخابات بنجاح رغم أهليته وكفاءته والتي يشهد بها جميع أهل قطر من جهاتها الأربع، لا سيما وأنه وجه إعلامي مخضرم ومغرد بارز صب جل اهتمامه على قضايا المجتمع منذ ظهوره، وحين سألته عن سبب ذاك اليأس الذي اختلط بكلماته قال إن المنافسين له يحظون بشعبية وسط قبيلتهم وكلما تحدثنا مع فئات من الناخبين أجابوني إجابة واحدة مكررة أنك يا فلان والنعم فيك وأنت شخص نعلم بأنه خدوم لمجتمعه ودائرته لكننا سوف نعطي أصواتنا لأبناء قبيلتنا من إخواننا وأبناء عمومتنا وأخوالنا ومن هم في درجة القرابة منا، فالعذر منك والسموحة !. لا أريد أن أتشعب في وصف شعوري تلك اللحظة ولكني أسأل للمرة المليون بعد المليون هل الانتخاب سوف يكون على أساس القبلية أم الكفاءة؟! فنحن لا يفصلنا عن يوم الانتخاب سوى يوم واحد هو يوم الجمعة غدا ويوم السبت سوف يتوجه جميع المواطنين إلى الدوائر الانتخابية لاختيار مرشحيهم والتصويت لهم والاختلاء بأنفسهم لدقائق محدودة خلف ستار حاجب يمنحهم الخصوصية المطلوبة للاختيار الذي لن يكون اختيارا لرئاسة مجلس قبيلة وإنما اختيار من يمكنه أن يخدمني وأنا من قبيلة لا تمت بصلة لقبيلة هذا المرشح، لكنني أبقى من أبناء دائرته حتى ولو لم أرشحه هو شخصيا لكنه في النهاية هو من فاز وحصد الأصوات الأكثر والأكبر في عضوية مجلس يعد في أعلى هرم مجالس الدولة التشاورية والشعبية والذي قد يغير خارطة القرارات التي من شأنها أن ترفع من شأن مجتمعنا داخليا في حل كافة هموم المواطنين بإيصالها إلى طاولة المعنيين باتخاذ القرارات وتنفيذها أيضا ولذا قلناها منذ أن انبثقت فكرة الانتخابات وصناديق الاقتراع، أصواتكم أمانة لا يجب أبدا أن تذهب لمن لا يستحقها لمجرد أنه من نفس القبيلة أو القرابة أو الصداقة، فهذا المرشح قد يخدم نفسه وأبناء قبيلته لكنه لن يملك ذلك الحافز ليوسع من نشاط خدماته لباقي أبناء دائرته ويعمم جهوده على الجميع لما فيه صالح الدائرة وأبناء هذه الدائرة وهذا فعل عظيم وخطأ كبير لمن يفكر بأن الانتخابات هي في الأساس انتخابات قبلية وموجهة لمن يرتبط بي بقرابة أو اسم قبيلة أو معرفة وما شابه ولا يمكن أن تصب مصلحة البلاد والعباد إذا ما كانت لدينا أمانة في إعطاء أصواتنا ومنح ثقتنا لمن يستحق من المرشحين، فنرجوكم يا أيها الناخبون الذين سوف يعطون يوم السبت الموافق 2 أكتوبر القادم هيبة وقيمة وسوف يسجلون ملحمة وطنية شعبية في اختيار أول مجلس شعبي قائم على الانتخاب لا التعيين، نرجوكم أن تتقوا الله في هذا الحق الممنوح لكم في اختيار من يمكنه أن يخدم شعبا لا فردا وقبائل لا قبيلة وأغرابا لا أقرباء، فقط وتذكروا أنكم محاسبون على هذا الاختيار وإن استصغرتم شأنه وسوف تتحملون وزر سوء اختيار المرشح غير الكفء والذي لن يتوقف عند مرحلة حمل لقب عضو مجلس الشورى، بل سوف يحمل على عاتقه مسؤوليات جمة ستفضح مقدرته على تحملها وحينها كل من صوت له مجاملة وتقربا سوف يحمل جانبا كبيرا من سوء اختياره ضمن المرشحين الذين كان لهم الأولوية والجدارة والاستحقاق بهذا المنصب وصوت واحد فقط أزاحهم من تولي مسؤولية كانوا الأقدر على تحملها والقيام بها كاملة فمن منكم مستعد لأن يرافقه هذا الشعور المخزي طول عمره؟!. [email protected] @ebtesam777