14 سبتمبر 2025
تسجيل* تعرفنا خلال متابعة برنامج انتخابات مجلس الشورى عبر تلفزيون قطر، على أسماء ووجوه وخبرات جديدة، أو تلك التي لا تزال مُصرة على تسليط الأضواء وعشق المقاعد الرئاسية والدبلوماسية والقيادية لتسعى لتكون عضواً بمجلس الشورى. ساعات ويوم فقط يفصلنا عن الأسماء الفائزة بعضوية مجلس الشورى.. * قمت بتقييم وتحليل محايد وعام لمن حضر من مرشحين لمجلس الشورى. وبصورة عامة، اختلفت الدوافع والنوايا للترشح بين شخصيات واثقة ومتمكنة وجاهزة للمجلس بأدواتها وعرضها وبرنامجها، وبين مرشحين يملكون أفكارًا ولكن ظلمهم التقديم لبرنامجهم لافتقارهم للأدوات، ومن ذلك نجد أن التكامل مستقبلا مهم بينهم لصالح الجميع.. * بعض ممن حضر البرنامج دافعهم للترشح رغبة في تحقيق الذات، وإثبات وجود لأسمائهم، وإصرار للتأكيد على تميزهم وقدرتهم على العطاء والتواجد خاصة لما تعرضوا له من ظلم أو تهميش، وإقصاء في وظائفهم، أو أولئك الذين يعملون ويجدون ويجتهدون ويثابرون ولكن جهدهم ينسب لغيرهم ! أو أولئك الذين يحملون همّا ووجعاً لظلم قوانين وتعطيل حقوق! * وبعضهم ترشحه كسب وطمع للشهرة، وتسليط الأضواء والعدسات عليه.. من باب "صيت غنى ولا صيت فقر" وكسب معجبين بالعيش تحت الأضواء لمدة أسبوعين وربما تستمر بالحظ وفي كلا الحالتين كان لهم ما أرادوا من شهرة وإعلانات ! * الأخلاق التواضع والحلم مهم في كل مكان، بدا في التعريف بتقديم المرشح لسيرته الذاتية والبرنامج الانتخابي وبكلمته للناخب بصدق وأمانة، وفي لقاءاتهم بالناخبين، مع احترام وتقدير الخبرات وفئات وأعمار المرشحين بمنافسة شريفة وراقية. * وبعضهم من باب الأنانية وكأن كرسي مجلس الشورى إرث عائلي وقبلي يكون لهم لا لغيرهم ويحاولون بكل الطرق والوسائل منع غيرهم من الوصول! يمارس بعضهم أسلوب قُطاع الطرق في منع الحقيقة، ومنع الأكفاء من الاقتراب وحتى الوصول للتعريف ببرنامجه للناخبين، ويمارسون قطع الطريق لآخر يوم من ساعات الاقتراع! وينسون أن الأخلاق قيمة ومعيار مهم للاختيار. * وبعضهم رغبة صادقة ومحبة وأمينة لتقديم خبرتهم وعلمهم لخدمة المجتمع من مواطنين ومقيمين وخدمة الوطن في مجلس الشورى بما يستطيعون خلاله من طرح قضايا وهموم وسن قوانين أو تفعيلها. * وبعضهم تجاوز تقديم نفسه وسيرته الذاتية وكأنه في سوق عكاظ ! وبعضهم يرى ترشحه، أو من يترشح للمجلس ومن يجب أن يكون ويصل لمقعد مجلس الشورى وكأنه في اختبارات اللياقة البدنية لسباق الماراثون أو أهل الصملة!! * نوايا المرشحين بإذن الله طيبة من ترشحهم للمجلس، وما يقدمونه من برنامج انتخابي، لكن… هناك من نيته استغلال المجال لتصفية حسابات وحسد! متى يدرك البعض ثقافة الاختلاف؟! ومتى يفهمون مبدأ تمني الخير للغير؟ * قد يصل اليأس والإحباط لبعض النفوس والكفاءات التي رشحت اسمها لمجلس الشورى؛ ولكنها لا تعلم بتدبير رب العالمين مصداقا لقوله تعالى: (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) وقول الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) المعيار: الصبر وحسن الظن بالله. * آخر جرة قلم: يوم السبت الموافق الثاني من أكتوبر يوم مهم وفاصل في تاريخ قطر الحبيبة، هذا اليوم بالذات ستكون الأجواء اندفاعية وقائمة على (الأنا) في اتخاذ القرار.. ونريدها أن تكون باختيار قائم على (نحن). مهم جدا للناخبين التروي والاستخارة والاستشارة لصالح الجميع. لا نريدها تشغلنا، ولا مجلس شورى يلهينا بجلسات رفع أصوات وصراخ دون فهم وقراءة، ومعها تضيع ملفات وأولويات وحقوق أولى التركيز عليها، نريدها شورى فاعلة ومؤثرة بتغيير إيجابي. في هذه المرحلة من الانتخابات وبعد النتائج.. لا يوجد خاسر، فالنهاية تصب بأمانة المرشح والناخب.. جميعنا أعضاء في المجلس باختيار الأفضل والأنسب والأصلح؛ دون محاباة ودون لعب على العقول بوعود من وحي الخيال.. اختيار الأفضل يعني اختيار مستقبل أفضل.. وصوتك أمانة.. [email protected] @salwaalmulla