19 سبتمبر 2025

تسجيل

الدستور بين احترامه والعمل به

30 سبتمبر 2021

أتمنى للجميع التوفيق بعد غد السبت الموافق 2-10- 2021 الموعد المحدد لبدء عملية الانتخاب لأعضاء أول مجلس تشريعي في تاريخ دولة قطر، ما يشغل بالي هو أن لا يكون نمط العلاقات في المجتمع قبل الانتخاب هو نفسه نمط العلاقات الذي يسود بعده، لماذا؟ حيث إنه قبل الانتخابات حتى هذه اللحظة تعرضت العلاقات البينية في المجتمع لكثير من التغيرات السلبية وكذلك العلاقات بين افراد المجتمع وبين السلطة. كيف؟ مَر المجتمع بتحولات مادية كبيرة خلال العقدين الماضيين، انعكست آثارها على نسيجه الاجتماعي المعنوي كما أدى توغل السلطة داخل المجتمع الى انزياح في طبيعة حركة المجتمع نحو مراكز السلطة والقرار مما أثر في هيكل العلاقات البينية بين أفراده، بعد الانتخابات من المفترض أن يصبح الدستور هو المركز الذي ينظم العلاقة بين أفراد المجتمع من جهة وبينهم وبين السلطة والحكومة من جهة أخرى، فيقلل من الانزياح نحو الأفراد ويزيد من عملية التوازن بالتالي في المجتمع. شريطة أن يُحترم الدستور من جميع الأطراف مهما يعاني من نقص يستوجب الاكتمال لاحقاً، ايضاً وبلا شك سيجري تفعيل المحكمة الدستورية، الدستور والمحكمة الدستورية هما ضابطا ايقاع المجتمع بعد الانتخابات فنأمل بالتالي في علاقات منضبطة بين افراد المجتمع ومسافة واحدة بين الجميع وبين السلطة، قبل عقود كان العُرف وهو قانون يحكم هذه العلاقات ولكن من تعقد الأمور وزيادة عدد السكان وازدياد الريع، احتل الريع مكان العُرف وأصبح معياراً للعلاقات بما يتضمنه من آثار سلبية، فاختل توازن المجتمع وتركيبته الاجتماعية بشكل واضح، هذا أكثر ما يشغل بالي وأنا ذاهب للإدلاء بصوتي بعد غد. ضبط حركة المجتمع وعقلانية العلاقة بين أفراده وانتظام هذه العلاقة بينه وبين السلطة هما الأساس الذي يمكن أن نتحرك بعده إلى مساحة أكثر صلابة، طبعاً قلت هذا لن يتحقق دون العمل بالدستور وقبل ذلك ضرورة احترامه من الجميع فهو الضامن للمواطن في مواجهة الحكومة والضامن للمواطن أمام المتنفذ الذي يشعر بأنه فوق المواطنة أو يعتقد أنه سوبر مواطن لسبب أو لآخر. قبل التوجه لصناديق الانتخاب على الجميع أن يضع في باله ضرورة احترام الدستور قبل الشروع بالعمل به فبدون احترام الجميع له لايمكن الوثوق بحقيقة العمل به، السلطة وأصحاب القرار ومن لم يحتويهم قانون الانتخاب المفترض والمؤمل أن الجمييييع أمام الدستور سواء. حفظ الله قطر أميراً وحكومةً وشعباً. [email protected]