صباح الأحمد

بقلوب مؤمنة بقدر الله ودعت الكويت أمير الإنسانية، الذي انتقل الى جوار ربه بعد حياة مليئة بالعطاء والاخلاص لوطنه وشعبه وللعالم. وتعجز الكلمات عن ذكر مآثر الفقيد الكبير. وأعيد مقالا نشرته في هذا المكان بتاريخ ٢٠١٩/٩/٢٩!. كان الشيخ ناصر المحمد الصباح في زيارة لدولة قطر، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء بدولة الكويت، وقد جمعتني مع سموه علاقة عمل طويلة، عندما كان وكيل وزارة الاعلام وبعدها وزيراً للإعلام. سافرنا معاً لكثير من الأقطار، حيث كان بحكم منصبه رئيس لجنة الاعلام البترولي، وكنت ممثل بلادي في تلك اللجنة. ذهبت لزيارته في فندق شيراتون الدوحة للسلام عليه، ولإهدائه نسخه من كتابي (صباح الأحد). وهو يلقي النظرة الاولى على الغلاف قال لي قرأتها (صباح الأحمد)!. فقلت له ممازحاً لأن صاحب السمو صباح الأحمد في قلبك كما هو في قلوب الكثيرين. وقد تكررت هذه الملاحظة من قبل عدد من الأصدقاء الكويتيين الذين أهديتهم كتابي!. لم لا؟ وصباح الأحمد أمير الانسانية يحترمه ويحبه الصغار والكبار، وقد كرمته الامم المتحدة بأن يكون أمير الإنسانية لمواقفه الكثيرة المحبة للناس وللسلام. قبل ايام يعوده رئيس مجلس الأمة الكويتي سعادة مرزوق الغانم في امريكا للاطمئنان على صحته - شفاه الله وعافاه - فيطلب أمير الانسانية وزعيم الأمة من رئيس مجلس الأمة (المنتخب) أن يسلم على كل كويتي وكويتية!. مهتم بشعبه في كل الظروف والأحوال. لقائي الاول بصاحب السمو صباح الأحمد كان في بداية الثمانينات عندما كان سموه وزيراً للخارجية وقائماً بأعمال وزير الاعلام بدولة الكويت الشقيقة، وكنت ضمن الوفد المشارك في مؤتمر وزراء الاعلام لدول الخليج العربية برئاسة سعادة الدكتور عيسى بن غانم الكواري وزير الاعلام والثقافة في ذاك الحين. تمر السنون والأعوام وأتوجه للكويت لرئاسة وفد بلادي لأحد مؤتمرات وزراء الاعلام، وأهدي لصاحب السمو الأمير وولي عهده هدية رمزية عبارة عن سلسلة حلقات عن الصيد بالصقور (رحلات قنص) من انتاج تلفزيون قطر، أوصلها لهم سعادة الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الاعلام الأسبق. وأعود للدوحة ليفاجئني سفير دولة الكويت هنا بخطاب رسمي يحوي ارقى الكلمات، وموقع من الأمير شخصياً، وما زلت أحتفظ بهذا الكتاب وبرد ولي العهد كذلك. ولقد كانت لي في برنامج "وطني الحبيب" بإذاعة قطر مداخلتان في فترة سابقة تحدثت في الاولى عما رأيناه جميعاً على شاشات التلفزيون من أمير الإنسانية، عندما قام بنفسه بتعديل وضع العلم القطري في احدى قمم مجلس التعاون الاخيرة. والمداخلة الثانية تحدثت فيها عن محور صباح الأحمد، وإطلاق اسم سموه على اهم الطرق تعبيراً من حكومة وشعب قطر لمواقفه في رأب الصدع ومحاولات سموه المستمرة للحفاظ على وحدة دول الخليج وسلامة المنطقة من الأخطار المحدقة. وتقدير القيادة والشعب القطري لأمير الإنسانية قائم ومستمر، وآخرها زيارة الأمير المفدى تميم المجد لصاحب السمو الشيخ صباح في نيويورك مؤخراً ونقله تحيات قطر القيادة والشعب. آخر الكلام رحمك الله يا صباح الأحمد وحفظ الله الكويت وقطر من كل شر!. Alkuwarim @hotmail.com