16 سبتمبر 2025

تسجيل

انزل إنت مش لوحدك !

30 سبتمبر 2019

«قول متخافشي .. السيسي لازم يمشي} «مش ح نمشي .. هو يمشي} ربما تأخر المصريون في ترديد هذه العبارات التي اعتدنا على رتمها الأنيق والمتناسق من عموم الشعب المصري كلما دعته ظروفه الأليمة لحراك شعبي يتطور مع شدة الغضب إلى مظاهرات فيتحول إلى ثورة متفجرة لا تُبقي رئيسا ولا تذر ومع السيسي الذي نتذكر جيداً كيف قام بانقلابه الخسيس على الرئيس الراحل محمد مرسي رحمه الله ثم بحادثة فضه الدموي لميدان رابعة الذي خلّف آلافا من القتلى والجرحى لينتهي به الأمر رئيسا يحكم مصر على حساب جماجم المصريين الذين ذهبوا ضحية مطالبتهم برئيسهم مرسي الذي انتخبوه ديمقراطيا عن طريق صناديق انتخابات تجرى لأول مرة في مصر وبعد أن كان السيسي قد أدى قسماً كاذباً في عدم طمعه بالرئاسة ثم جاءت مسرحية التفويض في 30 «سونيا» لتكتمل فصول أشد قصص السيسي كذبا وافتراءً وتستمر حتى اللحظة التي توقع السيسي أنه يستطيع تمرير مسرحيته الهزلية على الناس الذين أنهكهم الفقر والعوز والغلاء والحاجة باعترافه المستفز ببناء عشرات من القصور الرئاسية وإصراره على أن يستمر ببنائها لأنه بحسب قوله يريد أن يبني دولة جديدة معتقدا أنه بهذا يمكن أن يُهدئ من روع الشعب المصري الذي استمع بكل فئاته وطبقاته لما قاله رجل الأعمال والمقاول المصري محمد علي الذي فر إلى إسبانيا وقام ببث عدة مقاطع مصورة فضح بها الرئيس المصري وفساده المالي الذي يتجه بصورة محددة لتنفيذ رغبات زوجته إنتصار المهووسة على ما يبدو بالعيش في القصور على خلاف ما كان أدلى به الرئيس مرسي رحمه الله وغفر له حينما سأله أحد المذيعين بعد توليه حكم مصر لم لا ينتقل للقصر الرئاسي وسر تمسكه بالسكن في شقته الصغيرة فقال رحمه الله : ( في القصر الرئاسي أنا رئيس أحكم هذه البلد وأتابع ما يجري للشعب ولعلاقات مصر الخارجية أما في بيتي فأنا محمد مرسي الأب والزوج ولكل صفة مكان وزمان فماذا سيضيف لي إن سكنت قصرا أو شقة ) ؟! واليوم تفعل مقاطع محمد علي العجب العجاب في السيسي وأحالت أجمل أحلامه إلى أسوأ كوابيسه فالشوارع تعده بالمزيد رغم قيوده الأمنية الشديدة لكنه لن يستطيع الاستمرار بهذه القيود طوال الأيام والشهور فالمواطن المصري الذي استطاع أن يخرج من بيته المتهالك ليصرخ ( ارحل يا سيسي ) قد كسر قيدا لم يكن لرئيس مصر الانقلابي أن يتخيل يوما أن ذلك يمكن أن يحدث باعتبار أن هذا الرجل دأب على التسهوك وتسبيل عينيه والتحدث بليونة أقرب إلى الميوعة يشجعه على ذلك التصفيق المدوي من قبل العسكر والمقربين له من الوزارات والمحافظات فظن أن ذلك يبدو كافيا لدغدغة مشاعر المصريين واستدرار عاطفتهم ونسي أن هذا التسهوك لن يطعمهم وهذه التسبيلة الناعمة لن تخفف من الغلاء وتلك الليونة في الحديث لن توزع بيوتا صالحة للسكن ولن تبرر بأي شكل من الأشكال بناء هذا الكم من القصور الرئاسية التي يبلغ أكبرها عشرة أضعاف البيت الأبيض ولذا لم يكن الفنان محمد علي الذي يبدو لي أنه ليس ببعيد عن ذنب المصريين وإن كان الشرارة التي أوقدت الشارع المصري لأنه إن كان قد أخذ ماله كاملا لما خرج عن صمته ولما فضح فساد السيسي والمنتفعين منها لكنه ونظرا لأنه خسر ملايين دون أن يأخذ جنيهاً مصريا أو دولاراً أمريكياً بث هذه المقاطع التي كسرت الحاجز الذي كان يمنع المصري المرهق في عيشه ولقمته من التوجه للشارع ليس للبحث عن لقمة أهل بيته كما كان يتجه له سابقاً ولكن ليصرخ بأنه تعب من هذا البحث المنهك وتعب من الجدال مع بائع الخضار واللبن وفي أشد الظروف حلاوة مع جزار يبيعه نصف كيلو أو كيلو من لحمة يرم بها عظام أطفاله وليقلها بكل شجاعة أنه سئم من السيسي الذي وعد بالكثير الكثير ثم خرج ليقول للمواطن المصري «محدش قالكم إننا فقرا أوي} ! رغم أنها مصر ومن يعلم عن مصر سوى أنها غنية جدا بأرضها وثرواتها وتاريخها وزراعتها وموانئها وقنواتها ونيلها ومكانتها وبالشعب الذي يمكنه أن يحيل حجارة الصحراء في بلاده إلى كنوز من أموال وذهب ولكن مصر كانت بحاجة لمن تستأمنه على شعبها فيخاف الله فيه ويوفر له قوت يومه واقتصاده وسياسته المتزنة ويستثمر علاقات البلاد فيما هو لصالح هذا المواطن الذي يستطيع اليوم أن يسكن الشارع ويقول لجاره : « انزل واطمن إنت مش لوحدك .. متخافشي .. السيسي لازم يمشي} ! . فاصلة أخيرة: ليس لي أهل في مصر ولا أصل فيها ولا فصل لكنني أعشق مصر لأنني قرأت التاريخ جيدا وأعرف ماذا تعني هذه البلاد لي كإنسانة عربية ومسلمة وإنها كانت أم الدنيا وستعود بإذن الله. [email protected]