23 سبتمبر 2025
تسجيلكعادته إزاء القضايا الإقليمية والدولية وارساء دعائم السلام والأمن والاستقرار في العالم ، لم تغب القضية الفلسطينية الأساسية من خطاب سمو الأمير الشيخ تميم ، حفظه الله أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها ( 73 ) من منطلق إيماني ثابت وراسخ تاريخيا ودينيا، بأنها قضية المسلمين والعرب الأولى التي يجب أن تستحوذ على الاهتمام سواء على المستوى الإعلامي أو المجتمعي أو الحكومي والتذكير بها ، لإحياء ما دفنته المصالح العربية والصهيونية، من نخب وغيرة وحمية التي كانت سابقا تحرك القيم الإنسانية ازاء أي موقف يضر بالمصلحة الدينية والتاريخية والإنسانية " من مبدأ قوله تعالى " وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " فمنذ سنوات لم نسمع عن تنديد ولا احتجاج ولا استنكار للمجازر الصهيونية ، ولا نرى وميض أمل لحلها ، بل ازدادت تعقيدا ،لأننا اليوم في واقع يشهد سباقا متسارعا من بعض الدول العربية والخليجية لإقامة تحالفات معلنة مع الكيان الصهيوني ، ودفع المليارات لنيل ارضاء حليفها ترامب المتضامن مع حكومة الاحتلال ، وليس أدل على ذلك من موافقة البعض عَلى جرمه الذي أعلن عنه بإقرار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية الى القدس وسط تأييد من بعض الحكومات المتواطئة ، اليوم أصبح السر معلنا ، وما كان يدار في الغرف المغلقة الصماء في الماضي خوفا من الاستنكار والمواجهة أصبح يدار في غرف مكشوفة ، ليظهر على السطح السياسي ، وتكون له أجندته الخاصة ، حاول الاستعمار الغربي والولايات المتحدة ابعاد العرب والمسلمين عن قضيتهم "القدس" بخلق حروب وصراعات عبثية بينهم واستنزاف ثرواتهم واضعاف قوتهم من الداخل ، كما هي العراق واليمن وسوريا من أجل أن تبقى اسرائيل قوية ، وتبقى ممارساتها العدائية مستمرة ، إلا أنهم لم يستطيعوا انتزاعها من قلوب العرب والمسلمين الصادقين الذين يرفعون لواءها ، وبالرغم من الغطرسة الصهيونية، وما تمارسه من جُرم وحشّي داخل الأراضي الفلسطينية إلاّ أن التقارب والتطبيع والمصالح المشتركة بين هذا الكيان الصهيوني وبعض الدول مازال قائما، والتصريحات المعلنة التي تؤكد التطبيع لاسيما في المجال الاقتصادي بداية لإنهاء القضية الفلسطينية ، وتمكين العدو عبر صفقة القرن التي من أهدافها التنازل عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ومنها حق القدس وحق العودة وحق التمكين ، قالها سموه في خطابه بكل ثقة ، متجاوزا أسوار التطبيع الذي أرسته الدول المتحالفة والمتواطئة " ها نحن نشهد محاولات لتصفية قضية فلسطين بتصفية قضايا الحل الدائم مثل القدس واللاجئين والسيادة والحدود ". وقوله : " إن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لاسيما الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة والحصار الخانق الذي يعانيه ، واستمرار الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية، تنذر بعواقب جسيمة ويلقي على عاتق مجلس الأمن مسئولية تاريخية ." .. إذن كيف التطبيع والتنازلات، فالقدس مسرى النبي صلى الله عليه وسلم مدينة محتلة ومطوقة بالاحتلال الصهيوني ، بين أيدي من هم أشد عداوة لنا، يكفينا ما نشاهده يوميا من ممارسات ما أنزل الله بها من سلطان من قتل واعتقالات ومذابح جماعية وهدم وحصار وأمراض واغتصابات ، فهذه هي أخلاقيات الصهاينة الجبناء مع الشعب الفلسطيني الرابض ، ولولا جبنهم لما اخترعوا الجدار الفاصل والمستوطنات والقرى العسكرية المحصنة : " لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعا إِلَّا فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ . ولكن من يعي ذلك من الملوك والزعماء الذين يشهرون سيوفهم في وجه بعضهم البعض !! ليكونوا مسرحا للفرجة والاستهزاء من الصهاينة وحلفائهم ، لقد أصبحت القضية الفلسطينية رخيصة ، وأصبح الطريق الى القدس وبهذا العمق التاريخي والديني عبر بوابة التطبيع ، وانهاء الوجود الإيراني ، والدخول في حروب طائفية وعقائدية ، لكن إلى متى والقضايا العربية - العربية تدخل في شباك شائكة من الصراعات والاشتباكات ولا تجد من يفك عُقدها . لتحقيق الاستقرار والثبات للصهاينة في الأراضي المحتلة. [email protected]