07 أكتوبر 2025
تسجيلكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشروع العملة الخليجية الموحدة، الذي يعد الأكثر سخونة وجدلا على طاولة لجنة التعاون المالي والاقتصادي في دول مجلس التعاون لدول الخليح العربية، ويرى مراقبون اقتصاديون ان الموضوع برمته بات أمام مرحلة حسم تاريخية، وينتظر من اللجنة الاسراع في تقديم برنامج عملي وفق جداول زمنية، للانتقال إلى آفاق أرحب للتكامل والاندماج الاقتصادي بين دول الخليج. نعلم جميعا انه عندما طرحت اتفاقية إقامة الوحدة النقدية الخليجية الموحدة للتوقيع في الرياض عام 2009 لم توقع عليها سوى قطر والسعودية والكويت والبحرين وانسحبت دولة الامارات ولم تدخل عمان اساسا في هذه الاتفاقية منذ البداية.. والان يبرز على السطح هذا الموضوع من جديد واخذ ملف العملة الخليجية الموحدة يحظى باهتمام المواطنين الخليجيين، ووفق تقارير فان حسم ملف العملة الخليجية الموحدة بات هو الهدف الذي تسعى كثير من دول المجلس إلى تحقيقه. المواطن الخليجي بدأ يستفسر في الاونة الاخيرة عن اهمية ارتباط عملاتهم بالدولار، والفائدة المرجوة من هذا الارتباط، ويطالبون الان بفك ارتباط عملاتها بالدولار وربطها بسلة عملات لتفادي الخسائر المباشرة نتيجة ضعف الدولار.. ويرجون وفق ذلك بمراجعة السياسة الخليجية النقدية وخلق آليات في السياسات النقدية والمالية بين دولهم. لدينا في قطر اهتمام خاص بهذا الموضوع حيث اشارت دراسة قدمتها مؤسسة (ستندارد أند) بان قطر عانت قبل عدة سنوات من مخاطر الارتباط بالدولار عبر ما عرف بظاهرة التضخم المستورد على خلفية ارتفاع قيمة الواردات من المنتجات الغذائية بالتوازي مع انخفاض قيمة الدولار الأمريكي. ومع كل الظروف غير الملائمة بالارتباط بالدولار إلا أن المسئولين القطريين ملتزمون بعدم فك الارتباط بين الدولار والريال في الوقت الحالي، وظهر ذلك في تصريحات محافظ المصرف المركزي حين قال ان فك الارتباط قد يحل مشكلة ولكنه قد يخلق عددا من المشاكل الاخرى خاصة ان ايجابيات ربط العملة بالدولار اكبر من سلبياتها. اذا كانت هذه قناعاتنا في دولة قطر فكيف الحال اذا في باقي دول مجلس التعاون الخليجي وهي تبحث جديا في ايجاد عملة خليجية موحدة تجعل منها كتلة اقتصادية واحدة.. للوصول الى هذا الهدف ينبغي الاتفاق على خلق آليات في السياسات النقدية والمالية بين هذه الدول، ووفق رأي الخبراء فانه بدون سياسات مالية ونقدية متوافقة ومنسجمة لن يمكن تحقيق حلم الوحدة النقدية. وسلامتكم