14 سبتمبر 2025
تسجيلشخصياً، كنت سعيدة وأنا أتابع افتتاح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، والذي انطلق ظهر يوم السبت الماضي الموافق 28 أغسطس في العاصمة العراقية بمشاركة تسع دول شقيقة وصديقة ومنظمات دولية وإقليمية، وبتنسيق وتعاون مع فرنسا والذي كان رئيسها إيمانويل ماكرون حاضرا في يومه الأول، وسعدت أكثر وأنا أتطلع بشغف لهدف هذا المؤتمر الذي يسعى لتحقيق الاستقرار في العراق من خلال التفاهم والتحاور والتعاون مع دول المنطقة، بالإضافة للتركيز على اقتصاد هذا البلد الذي عانى منذ عقود ولا يزال من وحشة سياسية واقتصادية وانزواء عن محيطه العربي والدولي بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة كان العراق طرفا فيها، وأخرى زُج بها العراق بلا حول منه ولا قوة بحيث دعا ضعاف النفوس وأصحاب التوجهات الخبيثة والمنحنى الإرهابي إلى التسلل إلى بعض محافظاته وإنشاء خلايا نائمة استيقظت بوحشية على شكل تفجيرات واغتيالات، هدفت إلى تزعزع الخط الأمني على أراضيها الشاسعة، مما كان له التأثير السلبي تماما على أمن الشعب العراقي الذي يبحث أولا على سلامة نفسه وعائلته وأرواحهم ليبدأ بعدها بحثه عن لقمة عيشه ورزق أبنائه، ولكن شاء الله لهذا البلد أن يغرق في طاحونة مؤلمة ودوامة عنيفة لعشرات من السنين لم تسعفه كثيرا علاقاته مع دول الجوار التي انشغلت هي الأخرى في معاركها السياسية والتصدي للأزمات العالمية في الاقتصاد والصحة. ولكن ما مر به العراق الشقيق من ويلات حروب وردود فعل قاسية كلفته الغالي والنفيس بعد غزوه الجائر على جارته دولة الكويت، وما تبعه من حرب تحرير لأراضيها لتنقلب النوايا السيئة والأفعال غير المدروسة على صاحبها ليعاني العراق نفسه بعدها من غزو أمريكي بريطاني متعدد ومشترك من دول حليفة ساهمت هي الأخرى بجيوشها وأسلحتها في تحرير دولة الكويت آنذاك، وليعيش العراق منذ تسعينيات العقود الماضية في شد وجذب لبقائه متماسكا رغم سيناريوهات التداعي الذي بدت عليها بغداد في التصدي لأعداء الداخل الذين استغلوا الاهتزاز الأمني الناتج عن عدم الاستقرار بكافة جوانبه ليدمروا البلاد من خلال ترهيب العباد بأفعالهم التي انتزعت العراق من نسيجه العربي والإسلامي، فأضحى وحيدا يعاني في الداخل أكثر مما بدا للمتابع أنه من الخارج، ولذا كان لابد لمن يمد يده للعراق اليوم ويمسكها جيدا لكي لا تفلت راجعة للدوامة التي أغرقته مرات عديدة، ولكن يبقى العراق عريقا، وإن غلبه ضباب اليأس وتظل ملامحه العربية حادة وتلتمس فيها العزم على العودة للصفوف الأولى عربيا وهذا والله ما نأمله كشعوب عربية عانت مما يحدث في بلد الرشيد ونشد اليوم من أزر هذا البلد العظيم ليعود لسابق عهده، وبما تتطلبه المراحل القادمة والمهمة في إعطاء دور حيوي وبارز للعراق ليكون على قدر المسؤولية المطلوبة منه، وهذا ما عبر عنه الرؤساء العرب الذين حضروا هذا المؤتمر وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي قال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إن وحدة العراق وطنا وشعبا وتعزيز مؤسسات الدولة الشرعية، بما في ذلك وحدة السلاح الشرعي في ظل سيادة الدولة هي من أهم الخطوات في هذا الاتجاه واضعا ما يسمى بخارطة طريق واضحة وصريحة لبناء عراق مستقل وقوي يقوم على التبادل السياسي والاقتصادي مع دول المنطقة ومد جسور الثقة مع العالم الذي لا يزال يخشى من التداعيات الإنسانية والسياسية والاقتصادية للعراق. ولا شك أن قطر بثقلها وأدوراها التاريخية مؤهلة تماماً لحشد الدعم الخليجي والدولي الذي من شأنه مساعدة العراق في تجاوز مرحلة الانتخابات وإعادة البناء بكل ثبات والدخول في مرحلة التنمية الحقيقية من خلال الدور السياسي الذي تجيده تماما وبفضل علاقاتها الطيبة مع كافة دول العالم وهو شأن تزعمت الدوحة الدور الرئيسي فيه، وسوف تستطيع بإذن الله مساعدة العراق للعودة شيئا فشيئا.. قولوا يارب !. [email protected] @ebtesam777