11 سبتمبر 2025
تسجيللا نعرف أسباب خلافاتهم أو أسرار مصالحاتهم، جل ما نقوم به كشعوبٍ عربية هو التطبيل للخلاف حينًا والمصالحة أحياناً، ومن ثم الدعاء لإصلاح ذات البين، وربما للهجرة إلى دول أخرى نستطيع أن نفهم فيها ما يدور حولنا، وإذا قرأنا صحفها، نفهم ما وراء عناوينها. رشفة صباحية من القهوة، وسطور قليلة بلغة أجنبية تنبئنا بخلاصة ما يجري، وتسمى الأسماء بمسمياتها احترامًا لعقل الفرد وفكره وكرامته الإنسانية. في دولنا، يكفي أن تقرأ العناوين نفسها، بدءًا من استقبل وودع مرورًا بحط ووصل والتقى وصولًا للتشديد على الأخوة، الشؤون السياسية في وادٍ، والفرد يأكل ويشرب وينام في وادٍ آخر، حتى توقظه المصائب!. لماذا برز حب بغداد اليوم، وكيف توافق الحلفاء والخصوم على دعم بابل قبل أشهر من الانتخابات النيابية المقبلة في أكتوبر والتي ستجري تحت إشراف أكثر من 100 مراقب دولي. لماذا هذا الدعم العربي-الدولي في ظل مطالب شعبية تهدد الحكومات العراقية المتعاقبة. شبح صدام حسين استدعى التجمع، كل مستفيد من موقعه سياسيًا واستراتيجيًا وأمنيًا. إلى اللقاء القريب من بغداد إلى لبنان. معركة داخلية أخلاقية أصبحت واضحة للعيان في هذا الكيان، الدواء ليس مقطوعًا في لبنان بل مسروقًا، الفيول ليس منقوصًا بل منهوبًا، نراعي الديمقراطية التوافقية في مطاردة المحتكرين مقابل كل سارق شيعي، هناك سارق سني وآخر مسيحي، العقاب تعهد خطي أنهم "لن يسرقوا بعد اليوم دون إذن أحزابهم". وإلا سيشهر بالـ"الشرير" في عراضة إعلامية مصورة على الشاشات. الشاشات ما زالت تعج بمشاهد مختلفة من أفغانستان حيث العائلات تحاول الفرار من طالبان وقصص عن الرياضيين والرياضيات، والمتعلمين والمتعلمات "المروعة" حسب وصف الإعلام، رغم أنه حتى الآن لم تقم طالبان بأي ممارسات خارج الحسبان، وكأن المجتمع الدولي يمهد لنا ما ستؤول إليه الأحوال في اتفاق مسبق حول تفجيرات مستمرة في بلد الأهوال. وعليه يرجى من داعمي طالبان التريث قليلًا قبل التهليل بـ"نصر الإسلام". النصر حليف المجتمعات التي تراقب مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وتفرض عليهم الغرامات بسبب "تضليل المستهلكين وخداعهم"، وهذا ما قامت به مؤخرًا وزارة التجارة السعودية بفرضها غرامة على "مشهور" سناب شات تبلغ قيمتها بأكثر من 50 ألف دولار أمريكي. التاجر يدفع ويـأمر، المشهور كالببغاء ينطق، المستهلك يصفق، والدولة تقبض. مانشستر يونايتد قبض قلوب الجماهير، مع عودة نجم كريستيانو رونالدو إلى بيته، لترتفع أسهم النادي بنسبة 8 في المائة بالولايات المتحدة الأمريكية. لطالما كانت المنافسة حامية بين الإنجليز و"الفرنسة" سياسيًا وثقافيًا والتاريخ يعلمنا أنهم بارعين في اقتسام الأسهم بينهما. المعركة الاستخباراتية والإعلامية بينهما لم تتوقف. الصين وواشنطن مختلفتان حول مصدر فيروس كوفيد-19، حيث لم يتوصل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية إلى معرفة أصل هذا الفيروس، وذلك على الرغم من التحقيقات التي استمرت 90 يومًا. فقد حملت أمريكا مسؤولية عرقلة التحقيق العالمي ومقاومة تبادل المعلومات إلى الصين، بينما تقول بكين إنها لا تملك معلومات عن أصل الفيروس. ما نعرفه بالفطرة هو التالي: استخبارات تعني أسلحة بيولوجية وطمس الحقائق. الحقيقة الوحيدة الثابتة هي أن الله يخبأ لنا دائمًا المفاجآت التي تمنحنا الثقة بأننا كبشر لا يزال أمامنا الكثير من السعي في هذه الأرض، فقد أعلنت جامعة كوبنهاغن أن العلماء اكتشفوا صدفةً آخر بقعة من اليابسة وهي تقع في أقصى شمال العالم، أي شمالي غرينلاند، لم يطلق العلماء أي اسم على هذه الجزيرة؟ ما احتمالية منحنا هذه الجزيرة، وبناء لبنان جديد بعيدًا عن بيت الجيران وأسلحتهم؟.