12 سبتمبر 2025

تسجيل

العلاقات الإنسانية والمصالح النفعية

30 أغسطس 2016

العلاقات الإنسانية والاجتماعية هي سمة من إحدى السمات التي اتسمت بها مجتمعاتنا العربية والخليجية وحث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية ليس فقط بالقول ولكن أن تترجم الآيات والأحاديث إلى سلوك إنساني واجتماعي فيما بين العلاقات سواء كانت في الأسرة أو العمل والعلاقات الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع وربما هذا ما اعتاد عليه الآباء والأجداد في معاملاتهم اليومية في ظل الدخل الاقتصادي المحدود ورغم ذلك كنت تجد عمق العلاقات والألفة وتبادل الود والمحبة بالإخلاص في المعاملات والعلاقات الاجتماعية سواء كانت في المجاملات والمناسبات الاجتماعية والدينية والمجتمعية والبيوت وأجواء العمل يسودها روح التعاون الجماعي في إطار اجتماعي ولم تسمع عما نراه اليوم بعد عواقب الانفتاح وارتفاع مستوى الدخل الاقتصادي وقدوم ثقافات متعددة وتحولت العديد من العلاقات الإنسانية إلى منفعة ومصلحة حتى بين الإخوان والأزواج والزوجات والأصدقاء وأجواء العمل وكل يشكو على نفس الإطار ولا تسمع إلا أن المصالح الخاصة والمنفعة الذاتية اخترقت العلاقات وأصبحت تقودها، وربما خسرت الكثير من الأسر بين أفرادها علاقاتها، وامتلأت المحاكم بالعديد من القضايا بين المصالح المادية والاختلاف على الإرث وما يليها فيما نسمعه ما بين العلاقات الاجتماعية بين الأزواج والزوجات وأصبحت اللغة التي تسود العلاقة هي المادة مع اختلاف الأدوار وأصبح كل منهم يحل بدور الآخر والعبارات السلبية التي انتشرت بين الأفراد وأجواء العمل ومنها أن البشر تغيروا والأخ ما يعرف أخوه وإذا كنت تملك مالا أو منصبا بالدولة فتجد الناس كلهم حولك وإذا لم تكن تملك المال فلا تجد أحدا يحترمك ولا يطرق أبوابك وإن هذا الزمن كله مصالح وكيف الشخص يستفيد منك أو من علاقاتك الاجتماعية بالمجتمع ومن يملك مكانة اجتماعية واقتصادية عالية في الأسرة والمجتمع تجد بيوتهم ومكاتبهم ممتلئة بالبشر والجميع يتهافت على الزيارات في كل مناسباته ومجاملاته والكثير يلجأ للقروض البنكية ليرتدي مكانة اقتصادية واجتماعية مرموقة بالمجتمع ويشبع بوادر النقص النفسي ويلفت الانتباه إلى كل من يحيط به سواء كان بالملبس أو المظهر والسيارة والفيلا الفاخرة ويتنافسون على تبادل الهدايا والعزائم الفاخرة من أجل لفت الانتباه وغابت المعاني الحقيقية في العلاقات وأصبحت تقودها ثقافة الاستهلاك فيما بينهم وأصبحت لغة الأرقام متداولة في المجالس العائلية والأصدقاء سواء كان في المشتريات أو المناسبات والسفر وكلما ارتفعت الأرقام المالية اعتقد الفرد أنه سينال مكانه عند الآخرين ويلفت الانتباه إليه ويشعر بقيمته الاجتماعية وأصبحت ثقافة تقود العلاقات وفقد الشخص القيمة الفعلية للعلاقة لنفسه ومع الآخرين والتي يسودها الحب والاحترام وحسن الخلق وعمق العلاقات التي تحكم الأفراد بدون منفعة وسواء كان يملك أم لا يملك واحترام ذاتية الأفراد أنفسهم سواء كانوا يملكون أم لا يملكون وربما الكثير يعاني من نوعية العلاقات السائدة وفي نفس الوقت يسير على نفس الإطار الاقتصادي والاجتماعي السائد لذا فنحن بحاجة ماسة إلى تغيير جوهري في السلوكيات الإيجابية والاجتماعية ونمط من النماذج الإنسانية بالأخلاق والسلوك الراقي خال من المنافع ونسلط الأضواء ونبدأ من أنفسنا أولا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ونرجع للقرآن والسنة النبوية التي تحث على هذه العلاقات الإنسانية الرائدة ونقتدي بالآباء والأجداد الذين تركوا ثروة من الأخلاق الحميدة رغم رحيلهم منذ سنوات وكانوا لا يملكون سوى الكلمة الطيبة والأخلاق الحميدة وصدق المعاملات الإنسانية ورغم ذلك فهم قدوتنا في الحياة وكل منا يسمو على سيرتهم العطرة ونتمنى أن نسير على نهجهم وخطاهم وهذا ما عرفت به مجتمعاتنا العربية والخليجية ويفتقدها الغرب ونحن قادرون على ذلك.