27 أكتوبر 2025

تسجيل

خَيرُكُمْ خَيرُكُمْ لأَهلِهِ

30 أغسطس 2016

تكلمنا في مقال سابق الأسبوع الماضي عن منزلة الأخ في العائلة ودوره الهادف حول قيادة العائلة ورئاسة الأعمال، وبالتالي نظرته العائلية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وكان ذلك مدخلا لتسليط الضوء على العلاقات الاجتماعية التي بدأت تخبت وتتلاشى في حياتنا المتأصلة في احترام الكبير والعطف على الصغير من منطلق أهمية الشراكات والتحالفات الاجتماعية والاقتصادية وأثرها في دعم العائلة بما تشمله من مبادئ وقيم وتراث اجتماعي. لابد أن نعي قيمة الترابط العائلي فلا نقطع أرحامنا ويشملنا الوعيد ونتذكر دوماً أن الأهل عز وَفخر وَسند وذخر فلا تسمع كلام الحاقد الذي يقول لك: الأقارب عقارب، فهي كلمة ملغومة فيها من السم المدسوس بالدسم، وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي صادفت رسالة جميلة تحث على التماسك الاسري فأحسست كم نحن نحتاج لمثل هذه الرسالة لتصل لأكبر عدد من الناس حتى يزول ما نراه من القطيعة والتنافر من بعض الأقارب. تذكر ان تعامل الناس بحب واحترام وحسن نية والله يرزق على قدر النية ولو تعَامَل الأقارب مَع بعضهم بعضا كما يتعاملون مَع غيرهم مِن النّاس مِن تقدير واحترام والتماس الأعذار لَهُم وعدم التدخل فِيْ شئونهم لما حدث الكثير من الخلاف والبغضاء بين الأقارب. هذه الرسالة المذكورة نشرها عضو في حملة "القرايب حبايب" تمنى فيها من الجميع تداولها بين الأهل والأقارب لأنها تحمل كلاما جميلا في كيفية التعامل مع الأقارب واحترام الخصوصية وحسن الظن، وهي كلمات عميقة لها بعد انساني عظيم ويحبذ ترديدها دوماً بينك وبَينَ نفسك، وَاعمل مَا بوسعك ليكونوا "قرايبك حبايبك". في مقال اليوم سوف نوجه بوصلتنا على المظلة الأكبر في الحياة الاجتماعية كما يريد بها كاتب الرسالة ونركز على كيفية التعامل مع الأقارب واحترام الخصوصية وحسن الظن، فإذا قريبك أخفى عنك خبرا ما، فهذا سبب لا يدفع بك إلى الزعل منه! بل عليك تقدير الخصوصية والحريةَ الشخصية وإحسان الظن، فهناك أمور تحتاج إلَى التريث وهناك أمور تحتاج إِلَى الكتمان. من إبداعات الرسالة الموقرة طلب صاحبها بألا نوجه لأي قريب لوما أوْ عتابا، فكثرة العتاب واللوم تنفر القلوب كما يجب الترفع عَن تأزيم الأمور وتضخيمها فانها طريقة تسهم بدرجة كبيرة فِيْ تقريب القلوب أكثَر وترفع الحرج، فكم من مشاكل تافهة تأججت نارها فِيْ الصدور.َ تحث الرسالة على معاملة الناس بحب واحترام وحسن نية والله يرزق على قدر النية، من كلمات الرسالة ايضا "التشرة والعتب" فهذه مقاصد شيطانية تدفعك للدخول فِي دائرة السوء وتظل تربط كل موقف بما يعزز فِي داخلك الفكرة نفسها، لذا يجب ان يتعَامَل الأقارب مَع بعضهم بعضا كما يتعاملون مَع غيرهم مِن النّاس مِن تقدير واحترام والتماس الأعذار لَهُم وعدم التدخل فِيْ شؤونهم. والحكمة تقول أمران ينفعان كل مؤمن :"حُسن الخُلق وسماحة النّفس".. وأمران يرفعان شأن المؤمن :"التواضُع وقضاء حوائِج الناس".. وأمران يدفعان البلاء:" الصدقة وصلة الرحم".. نعم كم نحن نحتاج لمثل هذه الرسالة وهذا التوجيه النبوي لتصل لأكبر عدد من الناس حتى يزول ما نراه من القطيعة من بعض الأقارب . واسمع اصدق الكلام الذي نختم به موضوعنا قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام "خَيرُكُمْ خَيرُكُمْ لأَهلِهِ ، وَأَنَا خَيرُكُمْ لأَهلِي". وسلامتكم