الرجل المناسب في المكان المناسب

إن سر النجاح هو الإخلاص والأمانة وحب وإتقان العمل وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وعندما يكلف الإنسان بالقيام بعمل فيعتبر أمانة في عنقه ومسؤولية يجب أن يتحملها، في الوسط الرياضي هناك رجال مخلصون كثر يحبون عملهم أكثر من أنفسهم ويضحون بصحتهم وراحة أسرتهم من أجل عملهم رغم أن العمل في الاتحادات هو عمل تطوعي، وخلال زيارتي للاطمئنان على صحة الأستاذ (أحمد الشعبي) رئيس الاتحاد القطري لكرة اليد الذي يرقد في المستشفى على السرير الأبيض بعد أن أجريت له عملية تكللت بالنجاح، لقد وجدت جناحه في المستشفى وهو مكتظ بالزائرين الذين يكنون له كل المحبة والتقدير والاحترام ومنهم طبعاً الأسرة الرياضية وذلك نظراً للإنجازات التي حققتها كرة اليد القطرية تحت قيادته وكذلك لدماثة وأخلاق وشخصية هذا القيادي الرياضي الذي ينطبق عليه المثل القائل (الرجل المناسب في المكان المناسب). رغم أنه يرقد على السرير الأبيض إلا أنه مشغول ومتحمس بمتابعة مباريات بطولة أندية العالم (سوبر غلوب) التي تشارك فيها ولأول مرة ثلاثة أندية قطرية (ناديين) حسب الاتفاق في العقد وهما السد منظم البطولة ونادي الجيش أما نادي الريان فيمثلنا لأنه بطل القارة الآسيوية وقد تأهل الجيش للمربع الذهبي وخرج السد بشرف بينما لم يحقق الريان ما كنا نطمح له، وقد طلبت منه خلال الزيارة عدم التعصب والاهتمام بصحته في الوقت الراهن ولابد أن يأخذ قسطاً من الراحة بعد الإرهاق وذلك بسبب متابعته لكل المنتخبات المشاركة في البطولات العالمية والآسيوية وكان آخرها في البطولة الآسيوية للشباب التي أقيمت في الصين وحصل منتخبنا على ذهبية اليد وكان هو متواجداً في البطولة وقد فضل أن يقيم في نفس الفندق الذي يقيم فيه المنتخب ليكون قريباً من اللاعبين ويحل مشاكلهم ويرفع روحهم المعنوية رغم أنه كان يعاني من المرض، وترك فندق رؤساء الاتحادات ذوي الخمس نجوم من أجل عيون المنتخب وقد تحقق له فوز المنتخب بذهبية البطولة وهذا خفف من وطأة آلامه ومرضه وقد جاء مع الوفد إلى الدوحة مرتدياً اللباس الرياضي، وكان متواجدا خلال زيارتي مدرب المنتخب الأول (فاليرو ريفيرا) وهو مدرب منتخب إسبانيا و(متعصب) لفريق برشلونة وتجاذبنا أطراف الحديث عن الرياضة وكرة اليد وطبعاً برشلونة، ولأول مرة في هذه الزاوية نذكر اسمه في الإعلام الرياضي القطري، وقد بدأ من الآن في إعداد المنتخب الأول لبطولة آسيا لكرة اليد والتي ستقام في شهر يناير القادم 2014 ووضع خطة وبرنامجا طموحا لإعداد المنتخب، وقد أشاد بمستوى بطولة العالم للأندية المقامة حالياً في قطر وقال: إن لاعبي المنتخب القطري قد استفادوا خبرة من المشاركة في هذه البطولة وذلك من خلال احتكاكهم بفرق قوية تمثل أبطال القارات في العالم وإن هذه البطولة لها فوائد متعددة. إن اختيار اتحاد اليد لمدرب في حجم ومكانة وسمعة هذا الرجل (فاليرو ريفيرا) يعني أننا نسير في الطريق الصحيح وأن منتخبنا سيتطوّر وسنستمر في تحقيق الإنجازات بإذن الله وهذا سر نجاح كرة اليد. * آخر الكلام: إنجازات كرة اليد كثيرة ومتعددة على مستوى الناشئين والشباب والرجال وكرة اليد الشاطئية حيث فاز منتخبنا ببطولة آسيا والمركز الرابع عالمياً كما فاز منتخب صغار اليد (البراعم) فريق المستقبل ببطولة ودية أقيمت مؤخراً في المجر، إن كرة اليد القطرية بخير ومستقبلها مشرق ما دامت في أيد أمينة ومادام هناك رجال مخلصون يعملون من أجل الوطن دون كلل أو ملل.