09 سبتمبر 2025
تسجيلبمزيد من الحزن والأسى ودعنا زميلنا المعلق الرياضي محمد نوح المطوّع (أبوخالد) بعد صراع طويل مع المرض، وكان رحمه الله صاحب مسيرة رياضية وفنية طويلة حافلة بالعطاء من أجل الوطن، بدأت مسيرته الفنية والرياضية في مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث كان لديه شغف بالمسرح وكان من ضمن نجوم مسرحية ( صقر قريش) التي قدمت على مسرح دار المعلمين في تلك الفترة عندما كان طالباً في دار المعلمين، ثم قدم مسرحيات عديدة منها (حلاة الثوب رقعته منه وفيه )، و( سبع السبمبع )، وكذلك بعض التمثيليات في تلفزيون قطر منها ( أين الطريق)، ومسلسل (بندر في قطر)، وغيرها من المسلسلات، بدأ عمله مدرساً للتربية الرياضية، ثم انتقل لوزارة الاعلام وعين رئيس قسم المسرح، بعده انتقل للعمل في التلفزيون وعيّن رئيساً للقسم الرياضي الذي إبان فترة رئاسته كان من أنشط الأقسام الرياضية في دول الخليج، وكان مثالا يحتذى به، وكان ينقل المباريات المحلية والدولية، وبدأ الاهتمام في جلب بعض الرياضيين إلى القسم الرياضي الذي كان شعلة من النشاط والحيوية في تلك الفترة. كان الزميل الراحل محمد نوح أول من شارك في تأسيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية في بانكوك عام 1978 م إبان اقامة البطولة الآسيوية التي استضافتها بانكوك في تلك الفترة، ويعتبر الزميل محمد نوح كان من أوائل المعلقين الرياضيين في قطر حيث كان حارس مرمى كرة اليد في نادي الوكرة، ثم كان مشجعاً ومحباً للنادي العربي الذي ينتمي له بعد فترة الدمج بين الوحدة والتحرير بسبب الانجازات التي حققها العربي في تلك الفترة. بدأ رحلته مع الميكروفون في عام 1975 وتعلق به وحقق نجاحاً كبيراً، كان صاحب الصوت الجهوري القوي المؤثر واستمر لفترة طويلة، قدم العديد من البرامج الرياضية المختلفة، وبرغم زمالتي معه فقد شاركت معه في التعليق على دورة كأس الخليج العربي الخامسة التي أقيمت في بغداد وكذلك في بطولة كأس أمم أوروبا 1980 في ايطاليا، والعديد من البطولات الرياضية، ولي معه ذكريات عديدة أهمها في بطولة كأس الأمم الأوربية في إيطاليا عام 1980م، كانت الطائرة على وشك السقوط بين جبال ايطاليا وكنا في المرحلة الرابعة والأخيرة لإنقاذ الطائرة من الهبوط من قبل قائد الطائرة الذي قال لنا شدوا الأحزمة، وهنا أكثرنا من الدعاء لله بأن يحفظنا وينجينا من هذه التهلكة، وإذا بصوت محمد نوح يقول لي يابوعلي ( أوصيك بأولادي) فقلت له أنا معاك متوكل على ربي وكان متأثراً كبيراً وخائفاً ومتوترا، ولكن الله أنقذنا من الهلاك ومن سقوط الطائرة، وحمدنا الله على سلامتنا. لقد رحل عنا محمد نوح ولكن ترك لنا (إرث) كبير سواء في الرياضة التي أحبها وأخلص لها وقدم لها الكثير، أو في الفن الذي كان يسري في عروقه من مسرحيات ومسلسلات وغيرها. رحمك الله يا بوخالد وأدخلك فسيح جناته،، وإنا على فراقك لمحزونون، وأتقدم لأسرته وذويه بالتعزية الحارة وأن يلهمهم الصبر والسلوان (وإنا لله وإنا إليه راجعون).