27 أكتوبر 2025

تسجيل

رحماء بينهم

30 يوليو 2023

فتاة تقتل صديقتها بسبب خلاف تافه على مصادقة شاب زميل لهما في الدراسة وزوجة أب تجبر ابن زوجها البالغ من العمر سبعة أعوام على أكل كيلو من الملح ومن ثم خنقه وطعنه وأم تقتل ابنها وتقطع جثته وتأكل أجزاء منها بسبب خلافات مع طليقها على حضانة الابن وأخرى تقتل أطفالها الثلاثة انتقاما من زوجها الذي تزوج عليها أخرى وأهمل بيته على حد قولها عند القبض عليها وجرائم كثيرة أخرى مروعة لم يتسع المقام لذكرها ولا النفس لسردها حدثت وتحدث وسوف تحدث في عالمنا العربي الذي لم تعصف به الظروف السياسية فقط وإنما يقتله عدم الإيمان وروح الرحمة التي كنا نتحلى بها للأسف فماذا حدث لنموج في هذه الأحداث البشعة والمروعة التي يرتكبها أصحابها بدماء باردة وقلوب جامدة وعيون لا ترف لها أجفان ؟! لم على الأم التي من المفترض أن تكون أشد رحمة على وليدها أن تقتله بهذه البشاعة وترتكب به هذه الجريمة المروعة وتتكلم بعدها بكل برود وتمثل الجريمة وكأنها مغيبة عن مشاعر الأم التي يبدو أنها لم تمتلكها يوما ؟! لم علي وغيري أن نقرأ مثل هذه الجرائم التي تتصدر واجهات إعلامنا على اختلاف فئاته وأنواعه ونتحسر وننصدم بشدة بينما أصحابها يتقبلون مصيرهم بكل قبول وليس ندما على ما ارتكبوه من بشاعة لا يرتكبها حتى الحيوان ضد صغيره ؟! والمصيبة الأكبر أن هذه الجرائم تحدث في دول عربية مسلمة ومن أشخاص من المفترض أن تسكن الرحمة جوانب تلك القلوب التي تبين لنا أنها مخلوقة من حجر صوّان لم يعرف الرحمة يوما ؟!. أعرف بأن الظروف قاسية على كثير من العائلات والبيوت العربية التي تنعكس على بعضها ولكني لا أجد تفسيرا من أن تنتزع الرحمة من قلب أم فترتكب في حق أطفالها ما يشيب له رأس الولد من شدة بشاعته وقسوته ولا أن تُنتزع الرحمة من قلب إنسان فيقتل ويهدر دما بل ويستمتع وهو يرتكب هذا الجرم المروع وكأنه في النهاية يذبح دجاجة أو خروفا ليأكلهما وليس إنسانا يظل بريئا في النهاية وضحية تنتظر القصاص من قاتلها فأين دور الوازع الديني من كل هذا ؟! ألسنا مسلمين في النهاية وإسلامنا من الرحمة والسلام بل ونحن خير أمة أخرجت للناس ؟! فأين الخير في أمتنا وكل يوم نسمع ونقرأ ونتابع مجريات هذه الجرائم البشعة والخالية من أي إنسانية ورحمة وخير بل وإسلام طيب يبدو أنه فارق جنبات هذه القلوب القاسية ؟! لم لا يبدو دور الدعاة والمنابر أكبر في عالمنا العربي ليحث كل من تسول له نفسه على ارتكاب مثل هذه الأفعال التي لا يرتكبها سوى وحوش البرية لأن طبيعة الافتراس فيهم فطرية وقد خُلقوا عليها ولكنهم في النهاية أشد رحمة على أطفالهم من أن تمتد لهم مخالبهم أو ينتزعوا منهم حياتهم؟! فهل هم أشد رحمة وبرا منا ونحن البشر الذي فضلنا الله عن جميع خلقه ؟!. إنني والله لا أتصور أن يقدم منا على أي فعل ينتزع بعده إنسانيته ورحمته ولكننا بتنا أمة حروب ونزاعات وأطماع وغلبتنا مصالحنا الشخصية على مصالح البلاد والعباد ولا عجب بعدها أن تكون الأم قاتلة والأب قاتلا والصديق قاتلا والجميع مفقودا منه شيء من الإنسانية والدور الديني يتضاءل أمام كل هذه الوحشية المروعة التي تفقدنا هوية المسلمين الذين وصفهم جل جلاله في كتابه الكريم ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) فأخبرونا أين ذهبت الرحمة يا هؤلاء ؟!.