16 سبتمبر 2025
تسجيلكلما قلنا إن الأزمة المفتعلة ضد قطر خف وميضها وباتت أمرا عاديا نتعايشه بيسر بعد أن تجاوزنا الحصار بعد مدة قليلة منه عاد مرتزقة وأشباه الإعلاميين في هذه الدول يصبون الزيت على النار ويحاولون إعادتها للصف الأمامي من أحداث المنطقة لا سيما إعلام السعودية الذي سخر أنصاف الإعلاميين المحسوبين عليه وقتهم كله لمهاجمة قطر بصورة مضحكة حتى وصل الأمر لصغارهم بأن يروا أهل قطر (مشركين) !، فهل تصدقون مدى التفاهة التي وصلوا لها ؟! والمصيبة أنهم فوق كل هذا يعتبرون ما يفعلونه تميزا ونصرا جديدا يضاف إلى سلسلة انتصاراتهم الوهمية التي بنوها في عقولهم الخاوية فهل كان لأحد أن يصدق أن السعودية يمكنها أن تصل إلى هذا المنحدر في الأخلاق وذاك المنزلق في احترام الجيرة وصلة الدم والرحم التي كانت تميز علاقتها الوطيدة بقطر؟!. بالأمس كان تويتر يضج بمقاطع فيديو لإعلاميين سعوديين ينعقون باسم قطر رغم قضية قطر الصغيرة جدا جدا جدا كما وصفها وزيرهم المتلعثم عادل الجبير حينما أجاب على سؤال أحد الصحفيين حول أزمة بلاده ودول الحصار الأخرى مع الدوحة ورغم أن السعوديين أنفسهم يراقبون بحقد وغيرة تشبه إلى حد بعيد غيرة النساء المجنونة الإنجازات القطرية التي حلقت بعيدا عن أرضهم الموبوءة وعلاقاتهم المشبوهة ويرون حتى هذه اللحظة نجاحات قطر التي دخلت بيوتهم وقصورهم ونشرات اخبارهم دون استئذان إلا أنهم يحاولون في كل مرة استصغار هذه الإنجازات وتمويهها وتشويهها بتحليلاتهم الغبية التي لا ترقى بما تبقى من سمعة المملكة التي قضى عليها ولي عهدها بمغامراته وتهوره غير المحسوب وهو يعلم بأن حكمة وحنكة القيادة القطرية كانتا أكبر من أن يستطيع القضاء على تواجد قطر كدولة مستقلة لا تقبل أن تكون تابعة لأحد ولا موجهة من قبل احد حتى لو كانت من دول جارة تفوقها حجما وثراء لكنها تفتقر للأسف لقيادة واعية تعمل للشعب وتستثمر في المواطن وليس جعله جسرا للوصول إلى أهدافها الشخصية القائمة على حب الذات ومصالحها التي نراها اليوم وقد توافقت مع مصالح ولي عهد أبوظبي فسلمت له نفسها وسار الأمر كما تابعناه منذ أكثر من سنتين كان للجميع بمن فيهم واشنطن مصلحة في حصار قطر وأنا أعذر الرئيس الأمريكي في اختلاف مسارات تصريحاته التي تتقلب كلما وجد مصلحة له تستحق أن يقلب الموجة فيها لما تهواه الرياض ولكن يا سبحان الله فترامب نفسه رأى أن هذه الموجة التي كانت الرياض تحلم بأن تتوجه ضد قطر لا تخدمه فيما لو كانت الدوحة هدفا لها بينما وجد أن استصغاره للسعودية وقيادتها واعتبارها (بقرة حلوبا) يجب أن تظل تدفع ضريبتها الغالية لبلاده الوسيلة الأنجح والأنجع لابتزاز هذا البلد الغني نفطيا وأن حماية واشنطن له يجب أن يكون الثمن المقابل لها بالمليارات ولا بأس إن كانت (ركبة ولي العهد السعودي) في يوم من الأيام (تكاية) لسبورة شرح لم يتوان الرئيس ترامب في استخدامها لعرض ما يمكن أن تدفعه الرياض للمواطن الأمريكي وهذا استعراض استغله ترامب تماما ليظهر أمام شعبه أنه الرئيس الذي طال انتظاره لهم وأنه يستطيع أن يوفر لهم الوظائف والإمكانات دون أن يستنزف من الخزينة الأمريكية سنتا واحدا!. عموما لا يبدو أن الإخوان في المملكة بالذات يعون ما يفعلونه بالضبط وأنهم يسيرون بدولتهم إلى هاوية لن يجدوا فيها مطبا يوقف سرعة الانحدار المدوي الذي سيصلون له أو يقلل من سرعته لكنني واثقة أن كل ما حدث لنا من الحصار وما أعقبه هو خير نحصد ثماره كل يوم نرى فيه العالم يحترم قطر بينما يجدون من سيرة بن سلمان وتجاوزات حكمه مادة دسمة لنشرات الأخبار العالمية وكثير من البرامج الفكاهية التي يتندرون من ( الطفل ) الذي ولد يوما ووجد نفسه يحكم ما يزيد عن 33 مليون مواطن ويلعب ببراميل نفط وحين يغضب يرسل منشارا ليقتل معارضيه.. هزلت!. فاصلة أخيرة: يظنون بنا شرا ونرى في أنفسنا خيرا كثيرا لأننا نعلم أن بعض الظن إثم!. [email protected]