13 سبتمبر 2025

تسجيل

الخدمة الاجتماعية.. المهنة المظلومة!!

30 يوليو 2015

في هذه الحياة مهن مهمة جداً.. وبالرغم من أهميتها وقيمتها ودورها فإن الاهتمام بها ضعيف ودون المستوى، ويتم التعامل معها (كمسمى وظيفي) والسلام.. ومن تلك المهن الخدمة الاجتماعية.. التي تعتبر من أهم المهن الإنسانية اللصيقة بحياة الإنسان والمجتمعات، التي من شأنها حل الكثير من المشاكل والقضايا الشخصية العالقة في حياة البشر، والتي تعوق اندماجهم وانفتاحهم في محيط بيئتهم، ودورها واضح في المؤسسات التعليمية والإصلاحية والصحية وغيرها. إنها مهنة مهمة راقية نحتاج إليها في العصر الحديث، الذي تزداد فيه الضغوط النفسية في مجتمع ساد فيه التفكك الأسري والحياة المادية، وانتُزعت منه الروح الجميلة وأصبح قاسياً فنجد ابتسامة الاختصاصي الاجتماعي هي المنفذ لحياة سليمة متماسكة، لأن دوره اجتماعي تنموي هدفه مساعدة المجتمع أفراداً وجماعات لتخطي محنهم، والخروج من عنق الزجاجة لحياة أرحب وأجمل.. فهي مهنة إنسانية وتربوية وحضارية.. في الدول الغربية هناك اهتمام كبير بجوهر هذه المهنة وحقيقتها، وخاصة في أماكن التعليم حيث تحظى كل مجموعة بسيطة من الطلاب باختصاصي خدمة اجتماعية مخصص لهم، وفي المقابل نجد في مدارسنا كل طلاب المدرسة يعتمدون على حوالي 3 اختصاصيين فقط!! فيا لها من مصيبة!! لأن هذه الخدمة بحاجة إلى تركيز عالٍ، وبحث كل حالة والتواصل مع الطلبة والجهات المعنية بالدولة في سرية تامة!! ولكن يتم الاستفادة من الاختصاصيين بها لتغطية غياب المدرسين! وللأسف فإن الكثير من العاملين في مهنة الخدمة الاجتماعية وفي أغلب المجالات والأمكنة، لا يدركون دورهم الحقيقي لأن الوصف الوظيفي غير واضح.. كما أن النظرة للمهنة ليست بالمستوى المطلوب! ومن أهم المشكلات التي تواجه هذه المهنة الخلط الكبير بينها وبين علم الاجتماع.. ففي حين يأتي دور الأول في التفاعل مع الأفراد والمجتمعات، وعمل الدراسات لكل حالة وقضية.. وتدخل فيها التنمية والوقاية ومساعدة الأفراد والمجتمع.. يأتي دور تخصص علم الاجتماع في دراسة المجتمع، والظواهر المجتمعية من خلال الأبحاث والدراسات.. ففي الأولى التفاعل والاحتكاك، وفي الثانية الرصد والدراسة. وكم من اختصاصي علم اجتماع عين كمختص خدمة اجتماعية!! فلنراجع أوراقهم ونرى!! أرفع هذه القضية المهمة إلى كل مسؤول تستفيد وزارته ومؤسسته من هذه المهنة، لإعطائها حقها واحترامها والمنتسبين إليها، وتوفير البيئة المناسبة لها لأهميتها في خدمة المجتمع وأبنائه.. وعدم تركهم هكذا في اللاحالة!