27 أكتوبر 2025

تسجيل

نطأطيء رؤوسنا قابلين بحقارة الوارد

30 يوليو 2015

تأخذنا الأماني إلى عالم الأحلام فنصحوا على الواقع لنجد النقائض تستشري في دمائنا .. نفيق من سباتنا فتتراءى أمام أعيننا هياكل غير مألوفة علينا .. في زمن متناقض كل شيء وارد .. حدوث غير المألوف في أجندة الواقع المتقلب أمر وارد .. استئساد البغاث في أرضنا وارد .. شعث غبر يتطاولون في البنيان وارد .. كل الوان الطيف يمكن ان تصبح لونا واحدا في زمن به اللون السائد وارد .. ما أسخفنا ونحن نتجاوب مع الوارد .. نطأطيء رؤوسنا قابلين به مستأنسين بتفاهته وحقارته.. عاملين ألف حساب لما وراء الوارد .. في زمن متقلب نرى القبح جمالا .. ونسمع الغراب كروانا .. ونشتم الاسيد عطرا فواحا .. في جو متناقض كهذا يمكن ان تضيع معان كثيرة .. وتختفي قيم عظيمة .. وتزول افعال حميدة .. في زمن عقيم يظل رحم العطاء معطلا .. وتستشري الفوضى في اوصاله .. وتطفح على سطحه نتوءات غريبة .. وطفيليات دخيلة .. تستفيد من معطياته السالبة .. وتستأثر لنفسها فقط مخلفات الزمن الجاري . لا نرغب بوصم زماننا بالعهر .. ففي حنايا بعض منه ومضات تضيء شيء من الامل للزمن الآتي .. للاجيال التي تنتظر صحوة المارد ليعيد للاذهان قصص البواسل الذين ملأوا الدنيا ضياء واشعاعا .. فلم تخبوا اعمالهم ولم تضيع .. بل احفادهم من ظل الطريق فلم يستوعبوا عظائم صنعهم .. تاهوا في رمال ساكنة من كل شيء الا من الضياع الذي انغمسوا فيه حتى النخاع .. فلم يعرفوا العودة الى جذورهم ولم يستطيعوا التأقلم مع جلدة غيرهم .. فشبوا ممسوخين مهجنين .. لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة ، لا نتعمد القسوة .. فقلوبنا تغلفها الرحمة .. ونفحة الايمان تغمر أوراحنا العطرة .. ونفوسنا مفعمة بالمحبة .. وايماننا يدفعنا بقبول المقدور حلوه ومره .. خيره وشره .. فهذان نقيضان لا يلتقيان .. وان التقيا لا يتفقان .. وان اتفقا لا يتفاعلان .. هذان النقيضان هما سر الحياة الازلية فمن مع الخير يحصد الخير .. ومن مع الشر يحصد الشر .. والعياذ بالله. لا نردد قول الفصيح بأننا نعيب زماننا والعيب فينا .. فمن قالها شعر بحاله وحال أمته ومن عاصرها ولم يشعر بها عاش كمن مات دون تذوق حياته .. كثيرون من عاشوا على قارعة الطريق يشاهدون فاغروا الفاه غرباء لا يلتمسون محيطهم ولا يشعرون به ولا يتفاعلون معه .. انهم يعيشون في زمنهم لكنهم ليسوا من زمنهم .. انهم من نسيج الزمن لكنه فضفاض عليهم لا يناسبهم .. يتيهون في عوالمه فينسلخوا منه ثم يجدوا انفسهم بعيدا عن الواقع مهملين مع حثالة التاريخ. وكثيرون آخرون ملأوا الدنيا ضجيجا ونواحا موهومون بامتلاك ناصية الزمن .. خيالون الى ابعد حالات الخيال في قيادة العالم .. هاماتهم جوفاء .. وخوارهم لا يعدوا ضجيجا مسعورا .. تحسبهم كبارا فاذا هم من مستصغر البشر .. ترتاب من هيبتهم فاذا هم نمور من ورق .. يطفحون على السطح كالزبد .. خدمتهم الظروف في غفلة من الزمن .. هؤلاء افراز طبيعي لواقع رديء .. تراهم ركعا سجدا امام ايوان القصور لا يتركون شاردة ولا واردة إلا أحصوها .. يغلقون المنافذ الا لنفوذهم .. يمنعون الابداع الا من تطلعاتهم المارقة .. يطفئون شعلة العطاء الا من مشاعلهم الحارقة .. في زمن يتسلق فيه هؤلاء المارقون .. ويتسيد فيه هؤلاء الحمقى .. يحق لنا أن نقرع ناقوس الخطر .. ونحذر من وقوع المحظور .. فما من أمة تأتي إلا وتلعن أختها. هل نترك للجيل الآتي ان يلعن زماننا لأننا كنا في غفلة من أمرنا وحرمناه من اشعاع اسلافنا الذي خبا بفعل السفهاء منا .. وسلامتكم