18 سبتمبر 2025

تسجيل

مكابرة نتنياهو

30 يوليو 2014

في كل مؤتمراته الصحفية وتصريحاته يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الطلب من الإسرائيليين, الاستعداد لمعركة طويلة, كما يعد بتوسيع العملية العسكرية. قادة الجيش مثلما تعكس ذلك الصحافة الإسرائيلية , وخاصة في اليومين الأخيرين, يطالبون رئيس الحكومة إما بوقف الحرب أو اتخاذ قرار بتوسيع القتال, شريطة ألا تبقى القوات الإسرائيلية مرابطة على الحدود مع قطاع غزة, لأن هذا الأمر يجعل منها صيدا سهلا لمقاتلي حماس وباقي التنظيمات الفلسطينية. إنها من المرات النادرة في إسرائيل هذا التناقض بين المستويين السياسي والعسكري, وبروز هذا الأمر ووصوله إلى الشارع وأجهزة الإعلام. هذا الأمر يذكر بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 حينما تمكن المقاتلون العرب الأشاوس، مصريين وسوريين، من عبور خط بارليف (الذي شبهوه بخط ماجينو لصعوبة اختراقه) وهضبة الجولان. الجيشان المصري والسوري كبّدا الإسرائيليين خسائر فادحة إلى الحد الذي كاد فيه وزير الدفاع حينها موشيه دايان, أن يعلن هزيمة إسرائيل واستسلامها. رئيسة الوزراء حينذاك جولدا مائير عنّفت وزير دفاعها , وجاءت الجسور الجوية الأمريكية لتمد إسرائيل بالأسلحة.في الحرب الإسرائيلية القائمة على غزة, يقف نتنياهو حائرا ومرتبكا، فكلا الأمرين بالنسب له صعب, فوقف العملية يعني اعتراف إسرائيل بهزيمتها وهذا ما لا يريده رئيس الحكومة, أما الخيار الآخر فيعني دخول الجيش الإسرائيلي إلى منطقة "عش الدبابير - كما يطلقون عليها" وهو يعني مزيدا من الخسائر الإسرائيلية بين صفوف الجنود الإسرائيليين. أيضا فلربما يبدأ نتنياهو توسيع العملية العسكرية (كما يسميها)، لكنه لن يعرف موعد إنهائها, فالطرف الآخر في الصراع هو أيضا عدو شرس. الخيار الثاني قد يعني تورط إسرائيل بالكامل في مستنقع غزة, وسكانها لا يمتلكون شيئا وليس لديهم ما يخسرونه. نتنياهو منذ ستة أيام يستجدي وقفا لإطلاق النار، هذا ما تقوله مصادر إسرائيلية ومن بينها القائد العسكري حاييم يال. من جانبه اعترف كيري, أن نتنياهو هاتفه وطلب منه العمل على وقف إطلاق النار. رغم كل ذلك يصرح نتنياهو بأن مجلسه المصغر على وشك اتخاذ قرار بتوسيع العملية العسكرية والتي سوف تمتد لفترة طويلة ماذا يعني ذلك؟ باختصار أولا, أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يكابر, أي يبدو بصورة كاذبة غير حقيقية عنوانها أن الوضع العسكري الإسرائيلي أكثر من جيد على جبهة غزة , وأن تصريحاته تعكس ما يجري واقعا على الأرض. الذي تبين أن نتنياهو لا يقول الحقيقة. ثانيا أن الرد الفلسطيني أكثر من مؤلم للإسرائيليين, فرئيس مدينة بئر السبع صرّح للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي بأن سكان مدينته لم يذهبوا إلى بيوتهم منذ ثلاثة أسابيع (وهي الفترة الزمنية للحرب الإسرائيلية). إسرائيل غير قادرة بالفعل على الاستمرار بالحرب أطول من ذلك. رابعا أن الإسرائيليين اكتشفوا كذب قادتهم وبدأوا يبحثون عن الحقيقة في مصادر إعلامية خارجية, من بينها وكما تقول مصادر إسرائيلية، قناة الجزيرة. خامسا أن الخسائر الإسرائيلية أكبر بكثير من الأرقام الرسمية التي يجري إعلانها. لكل ذلك يذهب الجيش الإسرائيلي بعيدا, وبطريقة تعويضية, في إحداث أكبر الخسائر في كل يوم, بين صفوف المدنيين.