13 سبتمبر 2025

تسجيل

تيار صهيوني جديد

21 أكتوبر 2016

ظهر في الكيان منذ سنوات قليلة مضت, تيار في الصهيونية, يحاول تحكيم العقل في الصراع الفلسطيني العربي – الصهيوني, من بينهم كتاب وصحفيون, منهم روغل ألفر. فمثلا كتب قائلا: تتسبب"الإيباك" بضرر كبير لإسرائيل ,هذا ما قاله الكاتب في مقالة له بعنوان "اليهود الأمريكيون الأعزاء اتركونا وشأننا" (هآرتس 25 /9 ,2016). يصف الكاتب نشاط اللوبي الصهيوني المؤيد للكيان في الولايات المتحدة "بالعمل مثل المافيا", وأن منظمة الإيباك تعمل في النهاية على هدم إسرائيل, من خلال "الزعرنة المالية". وحسبما يقول, فإن إيباك, تمنع المستوطنين في إسرائيل من حقهم في تقرير مستقبلهم في الشؤون المصيرية, بما في ذلك مستقبل المناطق. ويُنهي مقالته بكلمات :لتذهب إيباك إلى الجحيم. وللكشف عن مزيد من حقيقة هذا الكاتب, نورد ما يقوله في مقالة أخرى (هآرتس 19 أكتوبر 2015) بعنوان "اعتذار للقاتل", فهو يكتب ما يلي: "لو صدف وأن قام فلسطيني بقتلي في عملية, ستكون كلماتي الأخيرة: أطلب منك الصفح عني, وعن الظلم التاريخي الذي ألحقناه بك. الكاتب وأمثاله ,يحملون وجهة نظر مضمونها, أن إسرائيل تحفر قبرها بيديها, إذا ما استمرت في سياساتها العدوانية, وحروبها العبثية على الآخرين كما استيطانها, كما عدم اعترافها بحق الفلسطينيين في دولة. أصحاب هذا التيار، بدأوا يتحدثون عن ظاهرة تنامي الفاشية في الكيان, وإمكانية حدوث حرب أهلية بين مكوناته الإثنية التي ما زالت تفتقد إلى التجانس (حتى في أدنى درجاته), رغم ما يقارب السبعة عقود على إنشائه. من بين أصحاب هذا التيار أيضا, علماء, مفكرون ,سياسيون وعسكريون. بداية,إنهم صهاينة أولاً وأخيراً, لكنهم يرون مستقبل دولتهم بمنظار آخر. "الإيباك" هي باختصار: المؤيد الصهيوني الأول للسياسات الأكثر تطرفاً وعدوانية في الكيان الصهيوني. أعادتني مقالة ألفر لما سأورده تالياً, وبخاصة أننا نعيش مرحلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكية, التي أثبت المرشحان فيها في مناظرتيهما الأولى والثانية ,أنهما يزايدان (كأنهما في بازار صهيوني, وليس أمريكياً)على من منهما سيكون الأكثر إخلاصاً للكيان في حالة نجاحه. يتذكر القرّاء الدراسة القيّمة جداً (المنشورة قبل بضع سنوات) التي أعدها الباحثان السياسيان الأمريكيان المرموقان: جون ميرشتايمر, أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو, وستيفن والت من كلية كينيدي للشؤون الحكومية بجامعة هارفارد, اللذان يؤكدان فيها: إن اللوبي الموالي للكيان في الولايات المتحدة, نجح في إقناع المشّرعين والمسؤولين الأمريكيين- بل حتى والرأي العام الأمريكي - بأن عليهم تأييد إسرائيل, رغم أن هذا التأييد يتعارض تماماً مع المصلحة القومية الأمريكية. تماماً، مثلما أن التحرك الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة, ناتج كلياً تقريباً عن المواقف السياسية الأمريكية المحلية, خصوصاً نشاطات اللوبي الصهيوني.ولعل المغزى الرئيسي في الدراسة هوإن جماعة الضغط الرئيسية الموالية للكيان في الولايات المتحدة, تجيّر السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ولو على حساب المصالح الأمريكية في المنطقة العربية. قضايا كثيرة أخرى يطرحها أصحاب هذا التيار في الكيان. ربما من الصعب على هؤلاء التأثير استراتيجيا في نهج السياسة الإسرائيلية, ولكن علينا متابعة ما يطرحونه من آراء..