14 سبتمبر 2025
تسجيلتمارس أحزاب اليمين الأكثر تطرفا في الكنيست الصهيوني. ومعها أطر يهودية صهيونية مختلفة. تمارس ضغوطا شديدة على حكومة نتنياهو. لإقرار قانون ما يسمى "إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي". إلا أن خلافات أيديولوجية دينية بين اليهود أنفسهم. تعرقل حتى الآن إقرار قانون كهذا. علما أن البنود العنصرية ضد الفلسطينيين في القانون تحظى بإجماع صهيوني. نعم. مطروح على جدول أعمال الكنيست حتى الآن. أربعة مشاريع قوانين مشابهة. آخرها تم تقديمه قبل أسبوع. كلها تبدأ بتعريف إسرائيل على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي". بقصد إرساء تعبير "الشعب اليهودي" في الكيان وعلى صعيد العالم. إن مسألة "الشعب اليهودي" سواء في الكيان أو في العالم. هي بدعة اختلقتها الصهيونية لتبني عليها فكرتها للاستيلاء على فلسطين. ومن المفارقة. أن بعض العرب يقعون في مطب هذه الركيزة الصهيونية! بينما تؤكد كل الحقائق عدم وجود شعب يهودي لا في الكيان ولا في العالم. نعم. هناك العديد من الأبحاث (ومنها لكاتب هذه السطور). ومنها لعلماء يهود. تؤكد عدم وجود "شعب يهودي". فيما تقول وجهات نظر أخرى. إن أبناء الديانة اليهودية الذين هاجروا إلى فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر ولاحقا. كوّنوا ملامح "شعب". ويُقصد بذلك "الشعب الإسرائيلي".هناك دلائل تاريخية كثيرة. التي تؤكد عدم وجود "شعب يهودي". ولا حتى تاريخيا. وإنما اليهودية ديانة انتشرت خارج حدود فلسطين التاريخية التي نعرفها اليوم. ولاقت امتدادا في الإمبراطورية الرومانية. وهذا يظهر جليا،. فمثلا. في الإنجيل المقدس في سفر "أعمال الرسل" يظهر بشكل واضح. أن تلاميذ السيد المسيح حينما انتشروا في الإمبراطورية الرومانية والقسطنطينية. كانت محطاتهم الأولى. لدى عائلات وأشخاص يحملون أسماء رومانية. يعتنقون الديانة اليهودية. الداعم الأحدث نسبيا لهذه الحقيقة. هي مملكة "الخزر" التي انتشرت في محيط بحر قزوين. وامتدت جغرافيا في مناطق باتت دولا مستقلة. مثل تركيا والمجر وغيرهما. إذ يؤكد التاريخ أن ملك الخزر اعتنق اليهودية في العام 740 ميلادية. وتبعته قطاعات واسعة من شعبه. بينما الباقي بقي على عباداته الوثنية. كما يؤكد التاريخ أن أولئك اليهود هم أجداد اليهود الذين انتشروا في تركيا وأوروبا الشرقية وروسيا.نعم. هناك حقائق تفند مزاعم اليهود بحجم "مملكة يهودا". وكأنها كانت تمتد على كامل فلسطين التاريخية وأكثر. إذ نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. قبل ما يقارب العام تقريرا عن تفاصيل حفريات جديدة في منطقة غربي جنوب منطقة الخليل.تتحدث عن مدينة "جت" الكنعانية. التي كان يسيطر عليها "الفلستيين" (ليس الفلسطينيين). الذين ورد ذكرهم مرارا في التوراة. وكانوا في حالة صراع دائم مع "مملكة يهودا". وكان لأولئك الفلستيين في العام الألف قبل الميلاد. خمس مدن كبرى في فلسطين. ويقول علماء آثار. إن مدينة "جت" كانت تمتد على مساحة 500 دونم. بينما "مملكة يهودا". التي حكمها الملكان (النبيّان) داود وابنه سليمان. هذه كانت عبارة عن مدينة القدس. بمساحة لا تتعدى 120 دونما. ومساحة ضيقة جوارها. وأنها "كانت عبارة عن إمارة صغيرة".إن نقض ونسف الفكرة الصهيونية الاقتلاعية العنصرية. يجب أن يبدأ من نسف مزاعم وجود "شعب يهودي" في العالم. والصهيونية تعرف في داخلها هذه الحقيقة. لذا فإن الكثير من التقارير الصادرة عن مؤسسات ومعاهد الحركة الصهيونية في العالم. تتركز في كيفية جذب الأجيال الجديدة من أبناء الديانة اليهودية في أوطانها خارج إسرائيل إلى اليهودية كـ"شعب". وإلى الصهيونية كمنظمة ترعى فكرة "الشعب". اعتمادا على تلك التقارير وحدها. فإن معركة الصهيونية سجلت وتسجل خيبات كبيرة. لأن كل استطلاعات الرأي تؤكد ابتعاد الأجيال الشابة اليهودية في أوطانها عن مؤسسات الديانة اليهودية. بما فيها الأطر التعليمية. ولكن بشكل خاص الابتعاد عن "الانتماء" للمشروع الصهيوني المسمى إسرائيل. ربما نجحت الصهيونية في ترهيب أبناء الديانة اليهودية في أوروبا وفرنسا خاصة. للهجرة إلى فلسطين بدافع الخوف من "العداء للسامية" باستغلال العمليات الإرهابية التي تقع في أوروبا. هذا هو الأسلوب الذي اعتمدته الصهيونية في النصف الأول من القرن العشرين بين الحربين العالميتين. وما بعدهما. نعم إنه فشل جديد للصهيونية الفاشية وكيانها النازي.