15 سبتمبر 2025
تسجيلبلغت تكلفة العدوان الإسرائيلي على غزة حتى الآن أكثر من ملياري دولار أمريكي، تمثل الجزء الأول منها في التكاليف المباشرة للحرب ووسائلها القتالية من طيران ومدرعات وجنود ووقود وغيرها، وتمثل الجزء الثاني منها في التكاليف غير المباشرة للحرب من فقد لإيرادات السياحة والفنادق والمتنزهات وتعطيل لحركة الطيران الدولية من وإلى إسرائيل وكذا القطارات، بالإضافة إلى خسائر البنية التحتية والزراعة والتجارة وغيرها.ويشير عدد من الدراسات المتخصصة إلى أن تكلفة قتال الجيش الإسرائيلي في غزة تبلغ في اليوم الواحد أكثر من مائة مليون دولار، أي أكثر من ملياري دولار منذ بدء العدوان حتى اليوم، كما أن استخدام الجيش الإسرائيلي لصاروخ "باتريوت" واحد يكلفها حوالي مليوني دولار وإنها تطلق يومياً على غزة "وفقاً للتقارير الرسمية" المئات من الصواريخ... كما أظهرت الدراسات كذلك أن الصاروخ الواحد بمنظومة "القبة الحديدية" يكلف نحو 50 مليون دولار، وأن هذه القبة قد تصدت واعترضت أكثر من 300 عملية، مما يظهر ضخامة فاتورة الحرب الإسرائيلية على غزة.وقد أظهرت تلك الدراسات المتخصصة أن تكلفة الساعة الواحدة لتحليق الطائرة بدون طيار في الجو تقدر بنحو 1500 دولار، فيما تبلغ تكلفة الساعة للطائرة المروحية حوالي 5000 دولار، وترتفع تكلفة الساعة الواحدة للطائرة القتالية في الجو إلى 15000 دولار.. وأظهرت هذه الدراسات كذلك أن التكلفة اليومية للجنود الاحتياط الذين أعادت إسرائيل تجنيدهم تقدر بنحو عشرة ملايين دولار.وأوضح عدد من الخبراء الاستراتيجيين والاقتصاديين أن الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006 والتي استمرت 34 يوماً قد بلغت تكلفتها حوالي 2.5 مليار دولار، وأن حملة "الرصاص المصبوب" في عام 2008 - 2009 قد بلغت أكثر من 1.3 مليار دولار.. وأوضح هؤلاء الخبراء أن وزارة الدفاع الإسرائيلية قد طلبت من الحكومة قبل بدء العدوان الأخير على غزة زيادة ميزانية الجيش في العام المقبل بأكثر من ملياري دولار، ويرجح هؤلاء الخبراء مطالبة وزارة الدفاع الإسرائيلية بمزيد من الدعم لميزانيتها الراهنة لتمويل عملياتها في قطاع غزة، خاصة إذا استمر العدوان لفترة أطول.وإذا كانت التكاليف المباشرة للحرب الإسرائيلية على غزة مكلفة للغاية، فإن التكاليف غير المباشرة لا تقل أهمية عن تلك التكاليف المباشرة، فقد تأثر الموسم السياحي لإسرائيل بشكل خطير وفقدت المقاصد السياحية من فنادق ومتنزهات وأماكن الترفية أكثر من مليار دولار خلال أيام الحرب في ظل استمرار إطلاق الصواريخ من غزة على جميع المدن الإسرائيلية، كما أوقف العديد من شركات الطيران الأوروبية والأمريكية رحلاتها إلى إسرائيل.وقد واكب ذلك تباطؤ في معدلات الإنتاج الصناعي وتزايد الخسائر الزراعية وانخفاض الطلب على المجموعات التجارية، مع رفع أكثر من 1200 دعوى قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية للحصول على تعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم، بخلاف الخسائر المالية المترتبة على تعطيل عدد من محطات قطار القدس في أعقاب الاحتجاجات الفلسطينية على مقتل فتى فلسطيني وحرق جثته على يد مجموعة من المستوطنين المتطرفين بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عن خطف بعض الفلسطينيين لثلاثة صبية إسرائيليين.ويؤكد فريق من الخبراء على أن الخسائر الاقتصادية وارتفاع تكلفة الحرب والعدوان سيكون لهما تأثير كبير على سير العمليات العسكرية، وأن استمرار الحرب سوف يكلف إسرائيل الكثير على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وأنه قد يخلق مستقبلاً موجه من الاحتجاجات الداخلية والخارجية، وأكدوا كذلك على تعتيم الحكومة الإسرائيلية على الأرقام الرسمية للقتلى والمصابين الإسرائيليين وكذا للمبالغ المنفقة على الحرب والخسائر المترتبة عليها، كي تتجنب الكثير من الانتقادات.ويتضح من سير العمليات العسكرية وعدم تحقيق الإسرائيليين لنصر مؤثر فيها، ومع ارتفاع التكاليف والأعباء المالية بها، رغبة الحكومة الإسرائيلية في إيجاد مخرج مقبول لإيقاف الحرب وتطبيق حالة من التهدئة، بحيث تظهرها بصورة المنتصر ويحفظ لها ماء الوجه، خاصة بعد إدانة العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية لها بالاستخدام المفرط للقوة وقتلها مئات الأطفال الأبرياء والمدنيين من نساء وشيوخ، وتهدف في ذات الوقت إلى تجنب الخسائر والتكاليف المالية والاقتصادية الضخمة.