15 سبتمبر 2025

تسجيل

نظر الرجل لخطيبته لا يكون في خلوة ولا يتلذذ بمحادثته معها

30 يوليو 2013

◄  أباح الشرع النظر الى الوجه والكفين عند الخطبة ولكن ماهي ضوابط نظر كل من الرجل والمرأة إلى بعضهما البعض عند الشروع فى الزواج؟► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعدهناك ضوابط لنظر الخاطب إلى من يريد خطبتها ونظرها إليه:أولها: ألَّا يكون النظر بشهوة، وإلّا حرم خلافًا للشافعية والحنفية.ثانيها: أن يكون قد عزم على نكاحها، ولديه رجاء بإجابة خطبته وإلا حرم. فمتى غلب على ظنه عدم إجابته لم يجز، كمن ينظر إلى امرأة جليلة يخطبها مع علمه أنه لا يُجاب إلى ذلك». قال العلامة العز بن عبد السلام — رحمه الله — وهو يتكلم عن النظر إلى المخطوبة: " وإنما جوز ذلك لمن يرجو رجاء ظاهراً أن يجاب إلى خطبته دون من يعلم أنه لا يجاب أو يغلب على ظنه أنه لا يجاب " ]انتهى.ثالثها: عدم الخلوة، فلا ينظر إليها ولا تنظر هي إليه وهما معًا في خلوة.رابعها: أن يكون عنده الرغبة الأكيدة في أن يتزوجخامسها: أن يكون النظر إلى ما يظهر غالباً، — لا إلى العورة — مثل الوجه والرأس بما فيها الشعر والكفان والذراعان والقدمان وأطراف الساقين وما أشبه ذلك، ولا ينظر إلى شيء آخر.سادسها: ألا يتلذذ معها بمحادثة سواء كان تلذذ تمتع، أو تلذذ شهوة، والفرق بينهما أن تلذذ التمتع يجد الإنسان راحة نفسية في محادثة المرأة، وتلذذ الشهوة يجد ثوران شهوة، فلا يجوز أن يتحدث إلى مخطوبته حديث تلذذ؛ — سواء كان — تلذذ تمتع أو تلذذ شهوة.وتقييد الشرع الحنيف النظر إلى المخطوبة بهذه القيود يشعر بأن النظر إلى غير المخطوبة غير جائز عندهم» فلا يجوز النظرُ إلى غيرها من سائر الأجنبيات ويوضح ذلك حديث أبي حُميد — رضي الله عنه —: «إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة»، فدل على أنه لا يجوز النظر إلى الأجنبية لغير خاطب.فى حديث محمد بن مسلمة قوله — صلى الله عليه وسلم —: «إذا ألقَى اللَّه — عز وجل — في قلب امرئ خِطبَةَ امرأة فلا بأس أن ينظُرَ إليها»؛ فهذا الإذن بهذا السياق يدل على تحريم النظر إلى الوجه والكفين لغير الخاطب، فوضع البأس والجُناح على الخاطب إذا نظر إلى مخطوبته يدل على أنه لا يجوز النظر لغير خاطب، وأن عليه في نظره إلى الأجنبية بأساً وجناحَاً. وإنما أباح الشارع النظر إلى هذين العضوين لأنه إذا تزوجها ولم يرها قبله فعند رؤيته لها ربما لا تحسن في عينه فإما أن يمسكها على كره منه فتفوت مصالح الزواج وإما أن يفارقها فتتضرر بذلك لأن الناس يذهبون في سبب الفراق مذاهب شتى وكل منها يكون منفراً عنها فيمتنعون عن التزوج بها ويتضرر هو أيضاً بغرمه المهر بخلاف ما إذا رآها قبل التزوج فإن حسنت في عينه أقدم على التزوج بها وإلا امتنع وامتناعه لا يلحق بها الضرر لأنها إذا كان معها محرم لها كأبيها أو أخيها لأنه لا ضرورة تدعو إليها ويمكن أن يسأل عن أخلاقها ممن يكون معاشراً لها ويثق به كل الوثوق كأحد محارمها أو جيرانها العدولولِلْخَاطِبِ أَنْ يُرْسِل امْرَأَةً لِتَنْظُرَ الْمَخْطُوبَةَ ثُمَّ تَصِفَهَا لَهُ وَلَوْ بِمَا لاَ يَحِل لَهُ نَظَرُهُ مِنْ غَيْرِ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ فَيَسْتَفِيدَ بِالْبَعْثِ مَا لاَ يَسْتَفِيدُ بِنَظَرِهِ، وَهَذَا لِمَزِيدِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ مُسْتَثْنًى مِنْ حُرْمَةِ وَصْفِ امْرَأَةٍ لِرَجُلٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَل أُمَّ سُلَيْمٍ تَنْظُرُ إِلَى جَارِيَةٍ فَقَال: شُمِّي عَوَارِضَهَا وَانْظُرِي إِلَى عُرْقُوبِهَا[153] والعَوَارِضَ: جمع عارض وَهِيَ الْأَسْنَانُ الَّتِي فِي عَرْضِ الْفَمِ وَهِيَ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالْأَضْرَاسِ وَاحِدُهَا عَارِضٌ، وَالْمُرَادُ اخْتِبَارُ رَائِحَةِ النَّكْهَةِ، وَأَمَّا العرقوب: فهو عصب غليظ فوق عقب الإنسان.*جاء في "المغني":"لا نعلم بين أهل العلم خلافًا في إباحة النظر إلى المرأة لمن أراد نكاحها...، ولا بأس بالنظر إليها بإذنها وغير إذنها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالنظر وأطلق... ولا يجوز له الخلوة بها لأنها محرمة ولم يَرد الشرعُ بغير النظر فبقيت الخلوة على التحريم ولأنه لا يُؤمَن مع الخلوة مواقعة المحظور...، ولا ينظر إليها نظرة تلذذ وشهوة ولا لريبة، قال أحمد في رواية صالح: ينظر إلى الوجه ولا يكون عن طريق لذة، وله أن يردد النظر إليها ويتأمل محاسنها لأن المقصود لا يحصل إلا بذلك"عاشرا وأخيرا: من هذا كله يتبين أن الحق بيد والد المخطوبة في منع الخاطب من الاختلاء بها، لما في ذلك من ارتكاب ما حرمته الشريعة السمحة وفى الصحيح عن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما — أَنه سمع النَّبِي [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ] يَقُول: " لَا يخلون أحدٌ بِامْرَأَة إِلَّا وَمَعَهَا ذُو رحم محرم لَهَا... الحَدِيث ". مُتَّفق عَلَيْهِ] " لاَ يَجُوزُ خَلْوَةُ الْخَاطِبِ بِالْمَخْطُوبَةِ لِلنَّظَرِ وَلاَ لِغَيْرِهِ لأِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ وَلَمْ يَرِدِ الشَّرْعُ بِغَيْرِ النَّظَرِ فَبَقِيَتْ عَلَى التَّحْرِيمِ؛ وَلأِنَّهُ لاَ يُؤْمَنُ مِنَ الْخَلْوَةِ الْوُقُوعُ فِي الْمَحْظُورِ".والله أعلم"حديث «أشد الناس بلاء»◄ قال صلى الله عليه وسلم " أشدكم بلاء: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل " هل هذا حديث صحيح؟ وإذا كان صحيحا فكيف يتفق مع الأحاديث الأخرى التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الله تعالى العافية وأمر بطلبها في الدعاء؟ فأرجو بيان ذلك بياناً شافياً ولكم الفضل والثواب من الله تعالى.► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:فلنوضح أولا: فلسفة البلاء في الإسلام عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر ثم قرأ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} عن مجاهد قال: ما أصاب العبد من بلاء في جسده فهو لذنب اكتسبه، وما عاقب الله عليه في الدنيا فالله أعدل أن يعود في العقاب على عبده؛ وما عفا الله عنه فهو أكرم من أن يعود في شيء عفا عنه. ابن جرير.إن فلسفة البلاء في الإسلام، تكفير السيئات، أو رفع الدرجات لمن ليس له سيئات، وعلى ذلك قوله — صلوات الله وسلامه عليه عَن أبي سعيد، وَأبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: " مَا يُصِيب الْمُسلم من نصب، وَلَا وصب، وَلَا هم، وَلَا حزن، وَلَا أَذَى، وَلَا غم، حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها، إِلَّا كفّر الله بهَا من خطاياه " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان الوصب: الْمَرَض.ثانيا: هذا حديثٌ صحيح روي من عدة طرق وبألفاظ مختلفة، منها ما روي عن مصعب بن سعد: عن أبيه — رضي الله عنه — قال: قلت: «يا رسول الله، أيُّ الناس أشَدُّ بلاء؟ قال: الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه، فإن كان دِينُهُ صُلْباً اشتَدَّ بلاؤه، وإن كان في دِينه رِقَّة على حَسبِ دِينه، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة» أخرجه الترمذي وروي مثل هذا كثيرا في عدة أحاديث صحيحة _ والمراد من العافية التي طلبها النبي صلى الله عليه وسلم وحض على طلبها ألا يكل الله تعالى العبد إلى نفسه، وألا يخذله وألا يحرمه توفيقه، وأن يتولاه ويحفظه ويرعاه في سائر أحواله، وإلى هذا يشير أبوالحسن الشاذلي بقوله (ولا نسألك دفع ماتريد، ولكن نسألك التأييد بروح من عندك فيما تريد، كما أيدت أنبياءك ورسلك وخاصة الصديقين من خلقك إنك على كل شيء قدير ). والله اعلم.