12 سبتمبر 2025

تسجيل

وفّر الطاقة

30 يونيو 2022

لحظة، لحظة لا تتخذ قراراً بعدم استكمال سطوري ظناً منك أني استغل فصل الصيف لأذكّرك بتخفيف العبء على الكهرباء، أقسم لك أني أقصدك أنت وأنت تحديداً أيها القارئ من تهمني. فحين تقرر أن تطفئ الكهرباء فأنت توفر طاقتها قليلاً طالما يمكنك الاحتمال، هكذا بالضبط حين توفر طاقتك الروحية ولا تستنزفها بداعٍ وغير داعٍ، ففي حياتك يمر أمامك الكثير من المواقف والأشخاص، بل والمفردات أيضاً وكلها قد تتكاتف مجتمعةً أو منفردةً بسحب معنوياتك المرتفعة لتتحول من حالة نشاط لشخصٍ بالكاد يشعر أن نبضه يواكب الحياة للعيش ليس إلا. إذاً لتحتفظ بطاقتك عليك ألا تجعل قوة "مصاصي" الطاقة تؤثر فيك، هؤلاء الأشخاص الذين نتعامل معهم يومياً ويحصلون على طاقتك الإيجابية ويستبدلونها بالطاقة السلبية دون أن تشعر بذلك، فكل إنسان في نفسه طاقة قد تكون إيجابيّة وقد تكون سلبيةً وقد يمزج بين الطاقتين بحسب الموقف، فالطاقة الإيجابية هي طاقة تحمل في طياتها الحب والعطاء والتفاؤل، أما الطاقة السلبية فتنعكس على سلوكه بالبغضاء والكراهية والتشاؤم والحسد وكثرة الشكوى. السؤال؛ هل سبَق أن وجدْتَ نفسك محتجزاً في بيئةٍ سلبيةٍ مؤذيةٍ؟، وهل اضطُررت لتكون مع من يستنفدون طاقتك لتشعر بعد قضاء وقت طويل معهم بالإحباط أو الغضب أو الإرهاق الذهني؟، وهل شَعَرْتَ أنَّ المشاعر السلبية قد أثقلَتْ كاهلك وكنت عاجزاً عن حماية نفسك منها؟ الإجابة الآن أنه عليك أن تعلم أن مزاج المرء يرتبط بالأشخاص المحيطين به فمن الممكن أن يؤثر الاحتكاك بشخص تعيس بشكل سريع على حالتك النفسية وتنتشر الطاقة السلبية في المكان وبذلك يتعكر مزاج الشخص السعيد. وفي دراسةٍ أجريت حول الأمر وصف أحد المشاركين الأصدقاء السلبيين بأنهم يبدون اهتماماً بك وبمصلحتك ولكنهم في الواقع يستخدمون المعرفة التي يكتسبونها منك في محاولة إقناعك بفعل ما يريدون، وغالباً ما يحرفون كلماتك أو يجعلونك تشعر بالذنب وحتى السوء تجاه نفسك، وعندما تشعر بالسعادة أو الفخر بنفسك، فسيجدون طرقاً لإبراز عيوب عملك والتقليل من شأن إنجازاتك، ويتصرفون كأنهم أذكى منك ليجعلوك تشعر بالغباء، كما أنهم كثيرو الانتقاد ومليئون بالتذمر اليومي والعبوس الدائم، وقد يجعلونك في وضع استعداد لكي تدافع عن نفسك ورأيك بترصّد حركاتك وتصيّد أخطائك وهم في الغالب يتكلمون بكل ما بداخلهم ولا يعطون الفرصة لسماع الشخص الآخر، هم أيضاً من فئة المتطفلين على حياتك. ولأن السلبية قادرةٌ على استنزاف طاقتك العاطفية والجسدية، فأنا لن أقدم لك حلاً سحرياً لكن عليك أن تركّز على نفسك فعندما تصبح سلبياً بسبب من حولك فيجب عليك توجيه أفكارك والتركيز على نفسك، ففي نهاية الأمر، أنت الشخص الوحيد الذي عليك أن تهتم بروحك وحياتك، وحاول أن تفصل بين مشاعرك وحديثك مع ذلك الشخص. بطريقة أخرى كن "محايداً"، فلا شك أن الأمر يحتاج إلى تعلم ومحاولة ولكنه مع الوقت يصبح أكثر سهولةً وتلقائيةً، فليس من العدل أن يتحدث معك شخص عن ضغوطاته الحياتية لتتبناها أنت، فهل من المنطقي أن تكون سعيداً في بيتك ولمجرد الاستماع لأغنية عن الفراق والخيانة تعيشها أنت وكأنك في حالة فراق لمجرد أنك استمعت أو أُعجبت بكلماتها بالله عليك؟!. أنا لست شخصاً سلبياً، ولكني أواجه الكثيرين منهم، ولا شك أن الوجود مع أشخاص إيجابيين متحمسين يشعرك بالحماسة والإثارة والإيجابية، أما عندما تكون مع السلبيين محبي الدراما ممن يستمتعون بالركود والتفكير السلبي فإنك تشعر باستنزاف الطاقة، وكأنهم يمتصون طاقتك ويُسهمون في تثبيط عزيمتك، فالسلبي يعطيك عدة أسباب تجعلك تصدق شكوكك ومخاوفك، بينما يمنحك الإيجابي الأفكار المليئة بالإبداع أو على الأقل يُعزز فيك أي إنجاز أو عمل، ويؤكد على وجود حل لكل شيء. وبما أن وقتنا في الحياة قصير لذا يجب علينا ألا نقضيه مع أشخاص سلبيين متذمرين غاضبين، بل مع أشخاص طموحين وإيجابيين يجلبون الفرح والسعادة. الآن قد تتساءل ماذا إن كان مصاصو الطاقة هم النسبة الأكبر حولك، أو أشخاص أنت مُضطر لإبقائهم في محيط حياتك كالشريك؟. سأجيبك: إنه لا حل سحرياً للأمر وليس بإمكانك أن تهجر الجميع أو تبني بينك وبينهم حواجز، لكن بإمكانك أن تكون سيّد نفسك فإن اخترت ألا يتحكم أحد في مخططاتك المستقبلية فلماذا تكون راضياً أن يتحكم احدهم في مزاجك للأسوأ؟!. أخيراً: أنا أدعوك إلى ألا تركز على تعاستك وتوفّر طاقتك لتكون إيجابياً فأنت لن تعيش العمر مرتين. [email protected]