10 سبتمبر 2025
تسجيللا أعلم إذا كان يحق لي بداية أن أبدأ بسؤال قد تبدو إجابته «نعم» لغالبية القراء، ترى هل تقدم المكافأة لغيرك لتفضله بتقديم ما تريد او تلبية لخدمة طلبتها منه او محبة فيه او على الأقل اعترافا منك بموقف لا تنساه له؟! لا شك ان الغالبية ايضا ستزيد على الإجابة بمحاسن ذلك الأمر وتأثيره النفسي ايجابا، ولكن لحظة من فضلك فالإنسان يمر بالعديد من المواقف التي يجد فيها صعوبات للتغلب على سلبية ما، ورغم ذلك فهو يحاول كثيرا تخطي تلك المصاعب، وحينما يتخطاها لا يمارس مكافأة للنفس جراء فوزه بجدارة على سلبية كانت معه لمدة طويلة، وكأنه يتوجب عليه ان يكافئ الجميع الا نفسه. انا ادعوك ان تؤمن بأن نفسك تستحق المكافأة ولا اقصد بها فقط تلك التي تأتي في اطار شهادة تقدير ووسام شرف وتصفيق جمهور غفير، بل هي اثمن من ذلك فهي تعني انتصارات في علاقاتك مع نفسك، في قدرتك على اراحتها، وقدرتك على التفاعل معها، كونك رفعت استحقاقك بذاتك ووضعتها في مكانة تليق بها تقديرا لها فمكافأتك لنفسك هي ان تعطيها دعما وتشجيعا لتكون أفضل. حين يخدمك احدهم تصبح ممتنا له وشاكرا لخدمته ولكن هل كنت ممتنا يوما لنفسك وواعيا بعيش اللحظة ومنغمسا فيها؟ ان ذلك يعني تحويل طاقتك للإيجابية وجلب المزيد مما تريد بحياتك، فمشاعر الحمد والشكر والامتنان تولد الوفرة في العالم المادي فالامتنان له صبغة مغناطيسية فكلما قدرت شيئا ما يصبح ميالا إلى التزايد في حياتك، وجميل جدا أن تقدر نفسك على أي إنجاز تفعله بل ولا تتوقف عن مكافأة نفسك مهما كان مزاجك متعكرا، كافئ نفسك بعد كل فترة ضغوط، بالكلمة الطيبة، بالفعل الحسن او بالهدايا وبممارسة الهوايات، لا تتوقف حتى لو قل استمتاعك بها، دائما لتكن عنايتك بنفسك أولوية، إن من وسائل مكافحة الاكتئاب أن تكافئ نفسك بعد كل جهد فكل سلوك تريد أن تعززه لا بد من أن يتم بمكافأة، وأي سلوك سلبي أيضا يجب أن تعززه بعقاب فمحاسبة الذات والتفكير بأنك قد تأخرت عن إنجاز أمر ما يعتبر بمثابة عقاب وفي الوقت نفسه يعزز السلوك الإيجابي للوصول إلى النجاح، وفي الامتنان يتجدد اعتراف العبد بعجزه عن مواصلة العيش لولا فيض الكرم الرباني فهو وضع لا تنفصل فيه الأسباب عن المسبب، وعندما تشعر برغبة في الثناء على فضل لمن فعل لك معروفا وتريد أن تعبر عن امتنانك فتقول “شكرا” للشخص الذي ساعدك أو قدم لك هدية فإن ذلك هو شعور بالامتنان وهو مقدرة الشخص أن يكون شاكرا ويظهر الفضل للإنسان وللأشياء من حوله، وامتنان لله رب العالمين والشكر والشعور بالفضل لأي شيء حدث له، ولعل أسوأ ما يقع فيه الإنسان ألا يجعل من نفسه اولوية ليخطو للأمام خطوة افضل واحسن بل واكثر ثباتا فكن دائما ممتنا لنفسك فلعلها جيشك الذي الذي يقف معك دون خذلان او تجاهل او افتراء، وحين تقول نفسك ثم نفسك فتلك ليست انانية منك بل اعترافا بأحقيتك في الأفضل لتكون قادرا على تقديم ذلك لمن حولك لاحقا فإن الله لن يعطي أصعب الحروب إلا لأقوى الجنود فكن مستعدا دوما. ولعله من الجميل ان تعلم ان الامتنان الذاتي هو النظارة التي تجعلك ترى وتلاحظ وتدرك النعم الموجودة حولك والتي كلما احصيتها أضفت إليها طاقة البركة والوفرة وباتت بمثابة مغناطيس لجذب ما يشبهها من نعم. أخيرا: عبارة منقولة اهديها لك «غدا سأكون ممتنا لنفسي على لحظات الإحباط هذه التي كدت أستسلم فيها ولم أفعل، وبقيت أقاوم».