15 سبتمبر 2025

تسجيل

التبريد صيفاً وشتاء

30 يونيو 2022

* الفصول أربعة، والعيش والحياة ضمنها، تجعل المخلوقات تتنقل بين فصل وآخر، من خريف تتعرى خلاله الأشجار وتتساقط أوراقها لتكتسي الأرض خريف أوراق شجر أصفر وذهبي؛ معلنة قدوم شتاء قارص ومطر، وسفر لدول باردة بثلوجها واستمتاع بكرة ورجل ثلج، وتزلج على الثلج والجليد، لقدوم ربيع معتدل مزهر بألوان الورود والزهور، ليصل لصيف يتسابق خلاله الناس لحزم الحقائب وسفر لبعيد، هربا من حر صيف وبحثا عن مناخ بارد ومعتدل وطبيعة خلابة يستمتعون خلاله بدلاً من حر صيف دولهم. * وهناك من يختار البقاء والاستمتاع بقضاء إجازة الصيف في بلده والاستمتاع بالأماكن السياحية والشواطئ والاستمتاع بهدوء الطرق التي تكون أقل ازدحاماً وضجيجاً. * خيار البقاء في أرض الوطن لقضاء فصل الصيف الحار.. خيار يختاره البعض ويفضله.. ويجد متعة الوطن خلاله. * قطر شبه جزيرة جميلة يحيطها البحر من جهات ثلاث، ليكون التباهي والتنافس والاستماع بتصوير شواطئ الدولة ابتداء من العديد وسيلين وشاطئ الوكرة، إلى شواطئ الدوحة، إلى شاطئ سميسمة وصولا إلى شواطئ أبوظلوف، إلى الغارية وشاطئ فويرط وزكريت وغيرها من شواطئ جميلة تتميز بها دولتنا الجميلة في كل الفصول.. ومنتجع شاطئ سلوى وغيره من منتجعات وأماكن سياحية قادمة تعلن عن أهمية ما نتمتع به من مزايا بحر مميز وأجواء وإمكانيات لبناء مثل هذه المشاريع وما سبقها من مشروع جزيرة البنانا ومشروع شاطئ سميسمة ومنتجع شاطئ الشمال.. ومنتجع الغارية ومنتجع الخور.. كمشاريع سياحية يستفيد بها المواطن والمقيم والسائح لبلدنا. * وهناك من يستمتع بجمال الوطن في المراكز التجارية الضخمة المكيفة صيفاً وشتاء، وهذا التكييف الداخلي في المجمعات صيفاً وشتاء محمود. * إلا أنني ضد التكييف الخارجي في بعض الأماكن والمجمعات والممرات.. فالصيف له كائناته وطبيعته التي خلقها الله وأوجدها الله في مثل هذا الصيف الحار لتقضي وتعيش على كائنات أخرى.. هذا التكييف يتنافى وحماية البيئة ومكوناتها. * حر الصيف وارتفاع الحرارة، نقل استضافة كأس العالم 2022 إلى بداية الشتاء.. وهذا قرار سليم لمن لم يعتد هذه الحرارة وهو ما يجعل البعض يتخذ ذلك كمنقصة لدولة قطر.. ولا يعلمون أن جغرافيا منطقتنا تحتم هذا المناخ الحار صيفاً، وإن كنا ولله الحمد في خير ونعمة التكييف في كل مكان.. وهو ما كان أيضاً من تكييف الملاعب الثمانية. * عشق البحر وارتباط الناس به منذ قديم الأزل، وما حمل عليه من سفن مشرعة أشرعتها تسافر شهوراً بحثا عن رزق، ومن يكونون عليها أسفارا وتجارة، وما حمله البحر في أعماقه من كنوز وأسرار وخيرات وهيرات؛ يجعل ارتباط السكان بالبحر عشقاً قديماً وعشقاً روحياً تتوارثه أجيال من كان أجداده أهل بحر وغوص وأسفار. * آخر جرة قلم: لا يقف جمال الصيف على جمال وروعة شواطئ بلدنا الغالي قطر.. فالصيف يحمل في ارتفاع وشموخ نخيله أجود أنواع البلح والرطب وما ينتج عنه من أنواع التمور، فالصيف سخي وكريم بعطاء الأرض وخيرات البحر وإن حرمنا جمال المناخ، فهذا الجمال له مزاياه وله كائناته وله طبيعته.. من بحر ومن خيرات أشجار النخيل لا تكون وتحيا وتنتعش إلا بحر الصيف الذي لربما غابت حرارته وأجواؤه عن بعض الناس.. من اعتادوا ترتيب حجوزاتهم وحزم حقائبهم قبل بداية الإجازة الصيفية لمدارس وجامعات أبنائهم وإجازة أعمالهم، من يختار البقاء في حر صيف قطر والمنطقة، والتمتع بكل حواسهم ومشاعرهم جمال وحلاوة وجمال شواطئ بلدنا الغالي قطر والفوز بتذوق حلاوة الرطب والبلح.. مباشرة بعد جنيه بعد أسابيع قليلة.. البقاء في حر صيف قطر ممتع لمن أدرك بحواسه قيمة الوطن وأمانه في كل الفصول صيفاً وشتاء. @salwaalmulla [email protected]