20 سبتمبر 2025
تسجيلفي مفارقة، أعتقد أن موضوع البرامج الانتخابية في وضع المجتمع الحالي تأتي بعد الانتخاب وليس قبله بالنسبة للمجلس الأول وربما المجلس الثاني، بمعنى أنها طموح مستقبلي أكثر منه حماس آني أو حالي. في البداية سيتم الانتخاب على أساس المرجعية الأولية هذا واضح إذا أحسنا اختيار الفرد بناء على معايير كالصدق والأمانة والإخلاص فسنكون قد حققنا هدفاً مرجواً. مجتمعنا صغير إذا ترك لحريته سينتخب الأفضل حيث الجميع يعرف الجميع، علينا أن نفرق بين برامج الحملة الانتخابية والبرنامج الانتخابي للشخص موضوع البرنامج الانتخابي الذي يكشف فلسفة ورؤية الشخص في اعتقادي سيتمخض من داخل تكتل الأعضاء داخل المجلس وممارستهم لأدوارهم حيث ستتكون اتجاهات بناء على رؤية الأعضاء وسيتقارب وربما يتكتل أصحاب الرؤى المشتركة، وقد نظفر مستقبلاً بتكتلات لها برامج مستقبلاً. البرنامج الانتخابي المطلوب الآن يملكه الناخبون أكثر من المرشحين أنفسهم وذلك من خلال حُسن الاختيار وتغليب المصلحة العامة وهو المطلوب في هذه المرحلة إذا استطاعت الممارسة الشعبية انتشال الأعضاء من مرجعياتهم الأولى سيصبح الكلام عن برامج سياسية ممكنا، قبل ذلك، فالبرنامج السياسي لدى المرشح مجرد تخمين فضفاض لا يملك إزاءه أي معلومات متاحة. من يملك من المرشحين اليوم ما يكفي من تفاصيل ومعلومات عن فلسفة التعليم أو فلسفة النظام الصحي في الدولة أو حتى برنامج عمل الحكومة ؟ وفي ظل غياب مجتمع مدني الهوة تبدو شاسعة، المرشحون قادمون من بيوتهم كأفراد فكيف يمكن لهم أن يضعوا برامج انتخابية ؟ بإمكانهم أن يضعوا برامج لحملاتهم الانتخابية لتحقيق الفوز ومع ذلك نستطيع أن نعوض غياب المجتمع المدني من خلال تحويل المجلس المنتخب إلى مجتمع مدني بالممارسة. المطلوب اليوم التجرد مما هو دون المصلحة العليا للمجتمع والوطن عند الانتخاب وفي نفس الوقت على المرشح الذي لديه الكفاءة والرؤية أن يتقدم إذا استطعنا أن نقدم المصلحة العليا على المصلحة الشخصية ونحن نضع أصواتنا التي هي أمانة في الصندوق سنكون أنجزنا عملاً وطنياً كبيراً، قدرة المجتمع على الفرز وإرادته في تحقيق ذلك مهمة هنا. لنتحدث عن رؤية للمرشح واستبصار لدى المجتمع ولنعول على ما سوف يتم داخل المجلس خلال الأربع سنوات القادمة علنا نظفر باتجاهات ورؤى فكرية، واضحة من خلال أداء الأعضاء وهو ما نرجوه لأن العملية الانتخابية ناشرة للوعي من خلال الممارسة والتعديل والاستفادة من الأخطاء. لنتحدث إذاً عن رؤى وأفكار وتصورات لدى المرشح لنكون أكثر دقة. وأقل تواضعاً، الهدف بناء شخصية برلمانية حقيقية مكتفية بذاتها وبرؤيتها لأنها مناط التطور. [email protected]