13 سبتمبر 2025
تسجيلفي العمل لدينا زميل سوري من دير الزور، كان قد أخبرني قبل سنة أو أكثر أنه لا يعلم عن إخوته شيئاً في سوريا منذ أكثر من 3 سنوات، حيث تقطعت بهم السبل ولم يعد هناك وسيلة يعرف بها إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم إن الموت غدراً أو قدراً قد اختطفهم، قبل أن يعلم عنهم شيئاً أو يسمع أصواتهم حتى، واليوم يأتي هذا الرجل ليقول إنه وصل إلى بعض إخوته وحينما سألنا كيف وجدهم وتوصل لهم؟ أجاب بقصة طويلة عويصة لكنه في النهاية لم يجد ما يسره، وهو أن ثلاثة من إخوته قُتلوا بغارات النظام، بينما فقدت إحدى أخواته زوجها على يد داعش، وهناك من أقربائه من لا يزال مصيره مغيباً في سجون بشار، ومن لا يزال أيضاً مجهولاً لم يعرف عنه شيئاً، ورغم حزنه إلا أنه بدا متماسكاً صبوراً، ليختتم قصة آلامه بجملة واحدة (الله يفكنا من هذا النظام حتى لو بدنا نموت واحد واحد)!. وطبعاً هذا يمثل نسبة ضئيلة جداً من حال المغتربين السوريين سواء هنا في قطر أو ممن يتوزعون على دول الخليج والعالم، والذين يرون طبعاً أن شتاتهم هذا سببه بشار وليس الغضب السوري الذي نهبه بشار ليحوله معركة ضد الإرهاب، كما بات يتصوره المجتمع الدولي للأسف، ويدعو لمحاربته، ويتحول بعض الذين كانوا يرون في بشار عدو شعبه إلى طرف يقف اليوم في خانة الوسيط، الذي يصر على قيام انتخابات مبكرة في ظل وجود النظام، إن لم تكن عصابة بشار المشرفة عليها، وطبعاً لا يوجد عاقل لن يشكك بنزاهة هذه المسرحية التي عادة ما يخرج منها طواغيت العرب منتصرين ومتفردين بالسلطة. واليوم ونحن في منتصف هوة عام 2020 الذي سينطوي مع الأعوام التي سبقته، والتي لا تختلف على شعب سوريا الذي ظن في بداية ثورته التي لربما استمرت ستة أشهر قبل أن تتحول لعصابات وتنظيمات وأرض خصبة لمن يسمون أنفسهم بالجهاديين، ونبرأ لله منهم ومن أعمالهم واستدعاشهم الذي نحر الأعناق والأرزاق، ويستمر هذا البلد وفق أهواء من يتصالح مع مصالحه ويبقى ضحيته الشعب ولا أحد غيره الذي سيستقبل عام 2021 بنفس العبارة التي تشق عنان السماء، وستلقى بإذن الله قبولاً واستجابة قريبة وهي (ما لنا غيرك يا الله). وهذا بالفعل ما هو واقع، لأن السوريين الوحيدون الذين لم يلقوا من يحنو عليهم في محنتهم رغم التعاطف الذي يلقونه من هنا وهناك، ولكن تبقى قدرة الله على فك كربهم هي الأقوى، وهي التي لا يمكن لبشار وزمرته والمتعاطفين والمؤيدين له أن يوقفوها، وسنرى قريباً ما سيجعل كل هؤلاء عبرة كما كان غيرهم من أقوام. فإلى متى سيظل الحال في سوريا بهذه الدموية وسط انتقاص العرب من حقها في العيش بسلام وعجز الأمم المتحدة على التحكم بمجريات الحرب القاسية التي تدور رحاها على أرضها، والتي يشارك فيها دول من خارج سوريا وممن يؤيدون بشار ويدعمونه بالمال والسلاح لسحق وقتل المزيد من شعبه؟! وإلى متى ستظل الجامعة العربية تعقد اجتماعاتها الهزيلة التي تصب لصالح بعض المستفيدين من الأزمة السورية من الأعضاء العرب الذين يدعمون هم أيضا الرئيس بشار، بعد أن كانوا قد صرحوا سابقا أنهم ضده، ولكن يبدو أن المصالح في السياسة تتصالح، والدليل تلك العلاقات المميزة التي باتت تربط أبوظبي، والتي نعتبرها سرطان هذه الأمة، بدمشق ونظام بشار، ومن قال يوما في السعودية إن بشار لن يكون حاضرا في مستقبل سوريا، وأعني هنا عادل الجبير، وحين تم سؤاله عن كيفية هذا الأمر، قال كلمة لا يزال الكثيرون يتندرون بها لا سيما بعد تقلبات الطقس السياسي في الرياض، التي تسير على خطى أبوظبي مع نظام الأسد، وهي كلمة "بتشوف"، فرأينا اليوم ونشهد ما يجعل رؤوس بعض العرب في التراب والله!. @[email protected] @ebtesam777