08 أكتوبر 2025
تسجيلمن أروع الحكم التي قيلت في شؤون الحُكم وقيادة الدول تلك التي جاءت على شكل نصيحة يقول قائلها: " لا تولّوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود وشؤون العامة، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرف وإذلالهم بشكل متعمد، نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تُلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش " وكأنه يتكلم عن زماننا هذا بعد أن اعتلى عروش عدد من الدول العربية حكام سفهاء أصحاب عقول ناقصة ويلتفّ بهم كل ساقط وسفيه وأبله. فعندما نرى الحاكم يُقرّب كل خائن وفاجر وشاذ وسفيه، فعلينا أن نسأل الله أن يكفنا من بلائهم الذي هو أشد خطراً من الأوبئة الفتّاكة والحروب المدمرة. وقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن هذا الزمان الذي اكتملت صورته في وقتنا الحاضر من خلال ما نراه من شرور وفتن، وذكر رسولنا الكريم منها قلة العلم وانتشار الجهل وكثرة الزنا وظهور المعازف واستحلال الخمر وكثرة القتل وتكذيب الصادق وتصديق الكاذب وظهور الرويبضة. ولعلّ أبلغ صورة لما حدّثنا عنه رسولنا الكريم ما نراه الآن يحدث في العديد من الدول العربية. ومن المؤلم أننا نراه يتسارع ويتبلور بشكل مخيف في أرض الحرمين الشريفين حماها الله من مكائد الأعداء ومن حماقة وسفاهة أولي أمرها الذين أصبحوا عالة على شعبهم وعلى أمة الإسلام، ووصل بهم إلى حدّ محاربة الصالحين والغيورين على أمتهم، إما بتشويه صورتهم أو حتى بموالاة أعدائهم من أجل التخلص منهم، وهو ما حدث للعلماء والدعاة والمثقفين والإعلاميين المتزنين العاقلين وغيرهم من شيوخ وأعيان ورجال أعمال لم يقترفوا جُرماً عدا أنهم كانوا مخلصين وصالحين ومؤثرين في الناس، وهؤلاء في نظر من يرون أنفسهم يقودون بلدانهم للازدهار والتحرر والخروج من أتون نفق الرجعية لا سبيل لهم إلا بالتخلص منهم !!. ولأنهم يسعون للتحكم في كل شيء، فإنهم يرون من هم صغار في عيونهم ويمنعهم كبرياؤهم وغطرستهم في ممارسة بلطجيتهم عليهم دون مراعاة لحقوق ولا قوانين ولا مواثيق، فظنوا أن كبرياءهم سيسحق كل من يقف أمامهم، ولكنهم منذ عام 2017 ومع استعراضهم لغطرستهم وابتزازهم فقد أعطتهم دولة قطر دروساً في عدم التعدي على الحقوق حتى جرجرتهم أمام المحاكم الدولية، سواء فيما يتعلق بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان أو التعدي على حقوق الملكية الفكرية أو حرية التنقل. ومن القضايا التي أظهرت مدى الغطرسة التي تمارسها السعودية ضد كل من يتفوق عليها تلك التي قضت فيها منظمة التجارة الدولية بأن قطر متضررة من قرصنة السعودية عن طريق قنوات بي آوت كيو لمحتوى شبكة بي إن سبورت، وأنها لم تقم بما يكفي لمنع هذه القرصنة وبالتالي خرق قوانين المنظمة، وهو الأمر الذي أخرجها عن طورها والادعاء بادعاءات كاذبة كما هو حالها منذ عام 2017 في العديد من القضايا التي تمس كافة الحقوق المتعلقة بدولة قطر. ومن المضحك أن تكون أحد مبرراتها لعدم حمايتها لحقوق الملكية الفكرية سعيها لحماية أمنها القومي والذي بلا شك لا يبرر مخالفتها لالتزاماتها بموجب اتفاقية المنظمة المعنية بجوانب حقوق الملكية الفكرية ذات الصلة بالتجارة ( اتفاقية تربس ). وليتها انتهجت نهج سيدتها الإمارات التي أعادت برمجتها على الالتفاف على القوانين وممارسة الكيد والكيل بمكاييل الشر التي سرعان ما التزمت بالتزامتها تجاه هذه الاتفاقية وعادت ( غصباً وليس طوعاً ) إلى رشدها !. فاصلة أخيرة الحقد والحسد والتعالي كفيلٌ بانهاك أصحابه، وجيران الغدر والشر أنهكهم كل شيء حتى باتوا يتحسرون على ما اقترفته حماقاتهم في سنواتهم السوداء الماضية !.