11 سبتمبر 2025

تسجيل

انتبهوا لعيالكم

30 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كلنا حريصون على مصلحة ومستقبل أولادنا، ولكن يتفاوت هذا الاهتمام من أسرة إلى أخرى، وهنا تكون المعضلة في كيفية التوفيق بين الأهم والمهم . في الزمن الماضي القريب، كان الأصدقاء لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، ومجالات ممارسة المراهقة السلبية ضيقة ومحصورة وتكاد تكون معدومة، وذلك بسبب مراقبة الأسرة، الأب والأم والأخت والأخ والخال والعم مراقبون لتحركات الأبناء، كذلك البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه الأبناء من المسجد إلى الحي والجيران، الكل كان حريصا على استقامة الأبناء وهيكلهم الاجتماعي المبني على العادات والتقاليد المستمدة من شريعتنا السمحة.أما اليوم والحاضر الذي نعيش فيه، وكل ما تقدم ذكره من وسائل تربوية أصبحت من الماضي، انشغل الجميع بالمظاهر الحضارية والتمدن والرقي والوضع الاجتماعي والمباهاة الاجتماعية، ونسينا الأهم وهم أبناؤنا فلذات أكبادنا الذين سوف نسأل عنهم أمام الله في يوم لن تنفع كلمة "يا ليت" . الخطورة تأتي في طريقة التعاطي مع كل الوسائل الحديثة التي يستخدمها أبناؤنا كوسائل ترفيهية وليست وسائل تعلم واكتساب مهارات، لو أحد منا سأل ابنه أو ابنته عن عدد الأصدقاء لديه، ستكون الإجابة إنهم يتجاوزون المائة، وعندما تتأكد من صحة المعلومة تكتشف أن تسعين في المائة من هؤلاء الأصدقاء هم أون لاين، وإن أبناءنا لم يلتقوا بهم إلا في وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا تكمن الخطورة المهلكة، فكيف لنا أن نعرف من هم هؤلاء الأصدقاء ومن أي جهة ينتمون وهل هم أصدقاء حقيقيون أم جماعات ومنظمات منظمة تريد المستقبل المظلم لأبنائنا، وكل هذا يحدث بعيدا عن مراقبة الأب والأم، وعندما تحصل الطامة الكبرى، نصرخ ونولول ونلقي النتائج السلبية على الحكومة والجهات الرسمية في الدولة، وننسى ونتناسى المسؤولية الرئيسية الملقاة على عاتق ركني الأسرة "الأب والأم" في فقط متابعة ومراقبة الأبناء المراقبة والمتابعة التي لا تكلفنا غير الجهد التفكيري والبدني في الحفاظ عليهم، في الوقت الذي تكون فيه نتائج الإهمال والتسويف باهظة الثمن وقد تكلفنا خسارة الأنفس.إنني أتوجه بالرجاء إلى كل أب وأم ولمن ألقى السمع وهو بصير بأن نجتهد قدر الإمكان لمتابعة ومراقبة أبنائنا فهم أمانة في أعناقنا سنسأل عنهم أمام الواحد القهار، وأن نتحرى الأسلوب الأمثل في المراقبة والمتابعة، وأن تكون مراقبتنا مقرونة بالحب والخوف على الأبناء، حتى لا نخدش خصوصياتهم .قولوا لأبنائكم ليس لدينا أي مانع من التفاعل مع المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لحبنا وخوفنا عليكم سنقوم بالمتابعة والتوجيه الذي يحفظكم عن الوقوع فيما يغضب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- .قال ابن كثيرٍ -رحمه الله- "مُرو أبناءكم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، ولاتدعوهم هملاً، فتأكلهم النار يوم القيامة".