12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ ولادة بنات الأفكار في مشروع الحملة الوطنية التوعوية "دلني" بدأ البناء الفكري لهذه الحملة على أسس صلبة قواعدها تعزيز وتكريس القيم التربوية الدينية السمحة، وأعمدتها إحياء السنن المهجورة والأخلاق النبوية الشريفة، وكذلك العادات والتقاليد السلوكية العريقة، التي قال عنها صاحبها خير البشر والبرية محمد -عليه أفضل الصلاة والتسليم- "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" . إن مسؤولية التربية شرف عظيم وتكليف أيما تكليف من الله العزيز الكريم، فكلنا نعي ونعلم أن العملية التعليمية قد أخذت حيزاً كبيراً من جهد ووقت الأبناء والأسر والمدارس، من أجل التحصيل العلمي والتسابق لأخذ مكانة مرموقة في مجتمع أصبح الأبناء فيه مطالبين بالتميز والجد والاجتهاد والمثابرة والتفوق، فلا بقاء إلا للأقوى علمياً. وفي ظل هذا التسابق المحموم لاستمرار شعلة العلم، أخذت العملية التربوية في المدارس بالتناقص شيئاً فشيئاً، حتى وصلت إلى مرحلة التلاشي، وأن تكون معالمها نسياً منسياً، وذكراها كذكر الأطلال في الأيام الخوالي، وأنا هنا لا أحمل النظام التعليمي كل المسؤولية لهذا الحال الهزيل الذي وصلنا إليه في الجانب التربوي في المدارس، بل إن المسؤولية مشتركة، ويجب أن يكون إحياؤها من كل أطياف المجتمع، وأن يقوم كل فرد بتحمل مسؤولياته تحقيقاً لقوله -تعالى- "وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤولُونَ" .لا يمكن لكائن من كان ألا يعترف ويقر بتأثير الثقافات المتنوعة التي جاءت نتيجة متطلبات التنمية المستدامة التي تنشدها دولتنا الحبيبة في كل المجالات، وكذلك التكنولوجيا الحديثة والتقنية الإلكترونية التي لا غنى عنها لمواكبة العملية التنموية، فدول العالم بحكامها وأنظمتها وشعوبها تنهل من هذا التقدم العلمي، وكل دولة تستفيد من تجارب من سبقها في هذا المضمار، كما أن هذا التأثير لا يجب أن يكون عائقاً لتقدمنا وتطورنا فنحن أمة نملك أفضلية إلهية على الأمم جسدها الله في تنزيل محكمه حين قال "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ"، إذا يجب أن نكون أول من يتناغم ويتفاعل مع هذه المتغيرات، وأن نقدم لأبنائنا كل السبل التي تمكنهم من تحقيق المعادلة فيما بين التحصيل العلمي المتقدم الذي يخدم الأمم والشعوب والعملية التربوية الأخلاقية والسلوكية التي تحقق لنا ما نصبو إليه.من أجل كل ذلك استشعرت كوني صاحب فكرة الحملة الوطنية التوعوية "دلني" المسؤولية في خدمة الوطن والمواطن والمقيم، فقمت بوضع التصور العام للحملة لسنة 2015 – 2016م واستغلال الوسائل والسبل الحديثة بإحياء العملية التربوية في المجال التعليمي، وذلك بتبني قيم تربوية وسلوكية وأخلاقية، وهي "الصدق – الاحترام – التقدير" تحت شعار "بالقيم نرقي للقمم"، ليتم تفعيلها، وترسيخها على أرض الواقع في أذهان أبنائنا الطلاب بممارستها وتناولها قولا وفعلا.وهذا جهد يسير من كثير ينتظر من كافة أعضاء اللجنة المنظمة، ولهذا نعد الله وولاة أمرنا وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، أن نبذل قصارى جهدنا بإعلاء كلمة الدين ورفعة وطننا وأمتنا والتمسك بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- سيد المرسلين، وأن تبقى "دلني" الشقيقة الصغرى للقيم والمبادئ التربوية الإسلامية الخالدة . والسلام ختام ياكرام