27 أكتوبر 2025
تسجيلونحن على أعتاب الأيام الأخيرة مما تبقى من شهر رمضان المبارك بكل خيراته وبركاته وروحانياته التي مازالت تفوح نسماتها الزكية وسط جدران وأروقة مساجدنا العامرة في كل فرجان مدينة الدوحة وضواحيها ، ونحن في هذا التجلي الروحاني نشذف آذاننا بسماع أصوات قراء القرآن الكريم فان في معانيه حلاوة ولسمعه طراوة وهي تتعالى في المساجد أوقات الصلوات وتنشر جوا من الراحة النفسية ، لذا نجدها فرصة لاستمرار هذه السنة واقبال الناس على قراءة القرآن في الأيام الباقية من شهور الله ، نتمنى ألا يكون الاقبال على القرآن فورة إيمانية وقتية تنتهي مع فراق رمضان ويعود القرآن مهجورا وديكورا مصففا على أرفف المكتبات سواء في بيوتنا أو في المساجد. إن شهر رمضان المبارك والاقبال على قراءة القرآن فرصة سانحة لنعود أبناءنا على قراءة القرآن ليقرأوه بشغف ويتدبروا معانيه وعبره العظيمة ويكونوا لصيقي الصلة به ، في مقالي هذا مع نهاية الاسبوع استميحكم عذرا ان اقتبس باجتهاد مني تقديم بعض النصائح التي تدل على عظمة حفظ القرآن فنطلب ممن تعلق قلبه بحروف القرآن ألا يفوت منها حرفا وأن يقرأه بقلبه ، فعلماء الأمة يوجهون حامل القرآن انه بقدر ملازمته للقرآن بقدر ما يعطيه القرآن من أسراره وكنوزه ويفتح الله عليه بابا من أبواب الفهم للقرآن ودلالاته.سلوا أصحاب القرآن عن متعة التسميع أمام معلم يفخر بك إذا رآك مجتهدًا ، ويخاف عليك إن رآك مهموماً ، فيأخذ فؤادك إليه بالدعاء ، فمن عجائب القرآن أنه سهل الحفظ ، سريع التفلت ، وذلك لكيلا يزاحمه أحد ، فيكون هو شغلك الشاغل ، وصاحبك الدائم ، وأنيسك في الليل والنهار.في زمن كثرت فيه الملهيات والمتغيرات والفتن بشتى أشكالها ، لابد أن تستميت من أجل أن تبقى في عداد الحفّاظ لكتاب الله ، وينصح علماؤنا الأفاضل أنك وأنت تقرأ القرآن ، ابحث عن نفسك بعد كل آية ، ستجد ما يقصدك ويعنيك ، ستجد ما ينفعك ويحتويك ، ستجد دواءً يشفيك ، وسعادة تكسُر همّ ماضيك.يامن رزقك الله وامتن عليك بأن جعل صدرك مستودعاً لكلامه ، أحسن الحفظ واحفظ الأمانة ، فحري بصدر يحمل كلام الله ألا يحمل إلا كل خير ، فمن أقبل على القرآن بِكُل ما فيه أقبل عليه القرآن ، وما دمنا مع القرآن فلن يضيعنا الله ، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو صفت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا " ، فلا تتعثر مهما كثرت في طريقك العقبات .. لا بد من العقبات .. ولا بد من الصبر والمصابرة والمجاهدة.المحافظة على القرآن في صدرك تحتاج منك عناية من مداومة على لاوته واستظهاره وقيام الليل فيه ، لا تيأس وتقول لم أتقن الزمن أمامك .. والحياة مشرقة بهيّة ، فقط ثبت قدمك واستمر في طريقك وسوف تلقى مايسرك.اللهم حفظني القرآن ضبط الحفظ في صدري وحسن التلاوة على لساني وكل التطبيق بجوارحي و اجعل من ذريتي الحفظة لكتابك و الداعاة لدينك وتوحيدك وعلمنا منه ما جهلنا يا قادر.اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وقائدنا وسائقنا إلى جنات النعيم .. آمين وسلامتكم