27 أكتوبر 2025
تسجيلفي عصرنا الحالي، يعاني شباب الامة من مشاكل فى النظام والبنية السياسية، في "التعليم والصحة والنقل والأمن والعدالة" تآكلت فى امتنا بسبب الاستحواذ على الحكم من قبل سلطة الدولة، ولا يختلف احد ان هناك خللا جسيما فى كيان السلطة لعدم وجود معايير وأسس سليمة لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، مما ادى إلى تكسر الوحدة الوطنية وجعل الشباب "يكفرون" بالوطن، هذا الخلل في عالمنا العربى تسبب في أزمة حضارية لها أضلاع ثلاثة «الحنين إلى ماض لن يعود، وحاضر صعب يتسبب فى ضجيج، وليس فى فعل، واخيرا مستقبل مجهول ضاع الانسان العربي في اتونه» بسبب غياب العدالة.بدعوة كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وبمشاركة نخبة من المدعوين من كبار الشخصيات من المسئولين ورموز الثقافة في البلد حضرنا امسية ثقافية متميزة الليلة قبل الماضية وذلك ضمن فعاليات "الصالون الثقافي" في "قصر الوجبة" التي تحرص سموها على اقامتها خلال شهر رمضان المبارك وتدعو لها كوكبة من المثقفين من الجنسين لاثراء الحراك الثقافي وطرح ما يمس الواقع العربي من شجون وشئون المعرفة في شتى المحالات.كان المتحدث الرئيسي في الامسية التي ادارتها الدكتورة عائشة المناعي، الداعية الكويتي المفكر الإسلامي د. محمد العوضي، وكانت بعنوان "العدالة فوق الانتماء" وهو الموضوع الذي اثارني واجبرني على استهلال هذه المقالة بها اليوم لما تحتويه من مضامين طرحها بفكر نير للدكتور العوضي خاصة في تحليله للواقع العربي في ظل العدالة المفقودة وحالة الانكسار عند المواطن العربي من هويته وانتمائه.صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حورت المعاني الثقيلة في الامسية الى معان انسانية كبيرة تجد موقعا في نهجها الشخصي وتتبناها في كل مساعيها الخيرة نحو التعليم والطفل والثقافة وهي المواضيع التي اثارتها في مداخلتها في آخر الجلسة ووجدت ترحيبا من المحاضر والحضور، انطلاقاً من تشجيع سموها لتعزيز دور الانسان القطري وتحفيزه للنهوض بمجتمعه، وعطائها السخي المتمثل في برنامجها العالمي "علم طفلا" بالاضاقة الى مبادراتها في مجال التعليم وخلق بيئة علمية حاضنة لأجيال الشباب، من أجل إعدادهم نحو المستقبل.فكرة "الصالون الثقافي" الرمضاني الذي ترعاه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر داخل "قصر الوجبة" اصبح له موقعه الرائد في تجاذب المثقفين الذين يتم دعوتهم بعناية للمشاركة في طرح الافكار والحوارات في قضايا تجد تفاعلها في المحيط الاجتماعي والفكري والانساني وهو ما تم تجسيده في امسية الليلة الماضية التي ابدع فيها المفكر الدكتور محمد العوضي وحاول ايجاد مبررات ومخرجات لحالة انعدم العدالة التي هي فوق الانتماء كما قال.عنوان الامسية جاء متناسقا ومشجعا للفكر الانساني عامة، خاصة ان المحاضر فد عبر عن قناعته بان القوانين تحكم باسم العدالة، ولكن عملياً أين هي العدالة حقـاً؟قول مأثور "إن البشرية ما دامت قد ضلت الطريق الى العدالة فلا يمكن أن تصلها وتبلغها وإن كان طعمها مرّاً في بعض الأحيان عندما تصطدم بالأهواء وما تشتهيه الأنفس". وسلامتكم