27 أكتوبر 2025
تسجيلخطأ فادح ذلك الذي ارتكبته إدارة الشركة القطرية للأقمار الاصطناعية /سهيل سات/ باستباق الحدث ومفاجأة الجمهور في قطر بإصدارها كتيبا يوم /الخميس/ الماضي، تم توزيعه مع الجرائد المحلية بنفس اليوم، وتضمن الكتيب الأنيق إمساكية شهر رمضان المبارك للعام الهجري الجاري 1435 معلنة فيه أن غرة شهر رمضان سيكون يوم /السبت/ منفردة عن كل العالم، حين كانت الرؤية لا زالت غامضة عن ولادة هلال رمضان، وحثت الناس متابعة مواعيد الصلوات ومواعيد الإفطار والإمساك وفق الجدول المرفق بانفرادها بتقديم إمساكية دقيقة أعلنت وفق حساباتها أن أول أيام رمضان هو يوم السبت الموافق 28/6، واعتبرت إدارة /سهيل سات/ في جدولها الذي وزع على نطاق واسع أن المتمم لشهر رمضان المبارك هو يوم الأحد الموافق 27/7. أين الدقة يا سادة يا كرام في/سهيل سات/ ولماذا الخطأ في تقدير المواقيت في مناسبة حساسة، خاصة أنها الإطلالة الأولى التي ينخرط هذا الجهاز الوطني في منافسة العالم الإسلامي بأسره بتحديد غرة رمضان، والنتيجة بالطبع غير موفقة على الإطلاق؛ لأن الجميع سواء بالرؤية الشرعية أو الفلكية اتفقوا أن غرة رمضان هو يوم /الأحد/ وللأسف خالف ذلك التوافق الإسلامي تقديرات /سهيل سات/ هذا الجهاز القطري الأول على مستوى العالم العربي الذي أشعرنا بالفخر الكبير يوم أعلن أن قطر أطلقت قمرها الاصطناعي "سهيل واحد" إلى الفضاء على متن الصاروخ الأوروبي "آريان 5" من قاعدة كورو في غيانا الفرنسية، والذي استغرق بناؤه 3 سنوات. المعروف أن فكرة امتلاك قطر لقمر اصطناعي كان هدفه إعلاميا بالدرجة الأولى لضمان بناء خطط طموحة لاستقلالية تقديم خدمات الإعلام الهادف، وليمكنها من السيطرة على البث الفضائي لقنواتها بعيدا عن المضايقات والمنغصات التي تحاول التشويش على إرسال بعض القنوات الفضائية القطرية وحجب مواقف الدولة السياسية، ومن هذا المنطلق استطاعت قطر الانفراد على المستوى العربي بامتلاك قمر صناعي أطلق عليه /سهيل 1/ وسيستمر في الخدمة 15 عاما، وستتلوه أقمار اصطناعية أخرى، منها /سهيل 2 / الذي بقي عن انطلاقته تقريبا سنتين. اختيار القمر اصطناعي القطري باسم /سهيل/ له دلالاته المعنوية وينتابنا دائما الفخر بهذا الاختيار الذي سيبقى علامة مضيئة على خارطة إنجازات قطر الحضارية، ونتمنى من القائمين عليه تقدير خصوصية هذا الجهاز الذي يحمل بصمة الدولة ويتابع العالم من خلاله أهم الأحداث وأكثرها إثارة، سمعت كثيرا عن سبب تسميته بـ /سهيل/ وأعتقد أن القائمين على هذا الجهاز قد وفقوا بهذا الاسم، ومن لا يعرف فإن /سهيل/ هو اسم نجم شهير يظهر في سماء المنطقة العربية علامة على تغير المناخ من فصل الصيف إلى فصل الخريف. وهو أمر كان العرب يشعرون معه بالسعادة لكونه دليلا على قدوم فصل الشتاء وتغير الأجواء إلى الأفضل. /سهيل/ أصبح نجما قطريا في الفضاء الفسيح ويخدم فضائيات العالم والمواقع الإلكترونية بشتى اتجاهاتها، وجهازنا هذا يعد بوتقة تجمع أصوات العرب إلى العالم. فهل نقدر نحن قيمة /سهيل سات/ وسلامتكم