14 سبتمبر 2025

تسجيل

أسباب الفقر

30 يونيو 2014

حتى نستطيع أن نطارد الفقر ونحاربه ينبغي أن نعرف أسباب الفقر للفرد أو الفئة أو البلد لأن الفقر ناتج عن البطالة ولما كانت البطالة رأس الداء والبلاء في تنمية الفقر ورعايته ؛ كره الإسلام البطالة وطلب من خلق الله البحث في خبايا الأرض والمشي في مناكبها طلبا للرزق وقضاء على البطالة والفقر، ولم يبال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكون القضاء على البطالة بأي عمل وإن كان مما يستهين به الناس أو ينظرون إليه نظرة استخفاف وازدراء مثل الحطاب يومها ومثل الحداد أو الصباغ أو البناء أو الحارس أو السائق أو عامل بناء ، المهم أن يكون حلالا وأن يكف وجه صاحبه عن مذلة السؤال لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماخيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) . والبطالة المؤدية إلى الحاجة نوعان : بطالة جبرية : وهي التي لا اختيار للإنسان فيها. وإنما ُفرضت عليه أو يُبتلَى بها كأن يكون سببها عدم تعلمه مهنة يكسب منها معيشته . وقد يكون تعلم مهنة ثم كسد سوقها ؛ لتغير البيئة أو تطور الزمن كالحياكة أيام زمان ، وقد يحتاج إلى أدوات لازمة لمهنته ولا يجد ما يشتري به ما يريد وقد تكون لديه حرفة ولكنه يفتقر إلى رأس المال الذي يمكنه من استغلال حرفته أو صنعته كالحداد ولا يملك أدوات حدادة أو نجار لا يملك أدوات نجارة أو ما إلى ذلك وفي هذه الحالات تمتد أيادي الكرماء الصلحاء عن طريق أداء الزكاة فيعطى ما يكفيه للقيام بما يجيد أو يحتاج إليه . وإن كان لا يجيد شيئا كأن يكون شيخا كبيرا أو لا يعرف أو يهتدي إلى أي صنعة أعطته تلك الأيدي ما يقوم بحاجته بل بكفايته على حسب طبقته مع من يعول أو تلزمه نفقته حتى يعطى كفاية العمر ولو أن يشترى له عقار يدر عليه دخلا أو ما إلى ذلك . فالتاجر أو الذي يحسن التجارة يعطى رأس مال يكفيه ربحه منه غالبا باعتبار عادة البلد. النوع الثاني: بطالة اختيارية: وهي بطالة من يقدرون على العمل ويجدون الفرصة اللائقة بهم ثم يجنحون إلى القعود ويستمرئون الراحة ويؤثرون أن يعيشوا عالة على غيرهم يأخذون من الحياة ولا يعطون ، يستفيدون من المجتمع ولا يفيدون . يستهلكون من طاقته ولا ينتجون، وليس بينهم وبين السعي والكسب عائق من عجز فردي أو قهر اجتماعي فهؤلاء لا يرضى الإسلام عن مسلكهم لأن الله يحب العبد المؤمن المحترف (صاحب الحرفة ) واليد العليا - المنفقة -خير من اليد السفلى- الآخذة - البطالة آفة تأكل الدولة وتجرها إلى الحضيض والمفروض أن الدولة مسؤولة عن إيجاد شتى أنواع الحرف للعاطلين ، وافتتاح أبواب الرزق من أبعد مظانها حتى تضمن موارد ثرة لهم ولها وإلا فكيف تؤدى رسالتها ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم وجه العاطلين للعمل ، وعد نفسه مسؤولاً عن القاعِدِ حتى يعمل والمحتاج حتى يجد، والبطالة المقنعة لا تقل سوءا عن البطالة الصريحة والمأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :" إني أرى الرجل فيعجبني فإذا علمت أنه لا عمل له سقط من عيني" فالمطلوب العمل بجد لجعل العمل معصوبا بجبين كل رجل بحيث لا يبقى مكان محترم للبطالين .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين