15 سبتمبر 2025

تسجيل

الميوعة المبتذلة

16 يوليو 2015

إن معركة الإسلام مع الاستعمار وذيوله لما تبدأ على حقيقتها وتوشك أن تدور رحاها وهي بوادر اشتعالها تحت مختلف الأسماء.إن من أخلاق الضعة التي رمانا بها الاستعمار قديماً، الشره في طلب الملذات والرغبة في الراحة دون عمل، ونيل المغانم القريب منها والبعيد من غير جهد يبذل، وقعود الهمم عن الآمال العراض والمطامح العظام، مع إدمان مرعب للشهوات الدنيا وتتبع عورات الآخرين من غير طلب أو ضرورة مع مد الأعناق والتشوف المفرط للمتع مما لا تتاح معها نهضة ولا ينجح في ظلالها مسعى.لقد طمس الاحتلال الأجنبي معالم الدين الحق وأقام مقامها أعرافا يزعم أهلها أنها الدين أو من الدين، وهذا ما يبغيه أعداء الأمس وسماسرة اليوم حتى يخلو لهم الجو في البلاد فينهب الأسياد والعبيد من خيرها ما يشاؤون.لقد تحول كثير من أبناء الأوطان إلى عبيد شهواتهم أولاً ومن ثم عبيد لمن فتحوا لهم أبواب الإثم التي يفتن بها الفارغون .سئل مدير مدرسة تنصيرية في فلسطين كم نصرت من أبناء المسلمين فكتب إلى سادته الذين أرسلوه لا تسألوني كم مسلماً نصرته ولكن اسألوني كم معولاً صنعته من هؤلاء وفي دائرة اللذة العاجلة سترتوي الغرائز وتنتشى وتعربد، وعندما يرتفع اسمها ويتحول من لذة أفراد إلى سعادة الجماعة فلن تكون هذه السعادة – المزعومة- للأجناس كلها البيض والسود الفقراء والأغنياء العالم المتقدم والعالم المتخلف، بل ستكون هذه السعادة حكراً لمن غلب ونهب وسلب.إن الدين في بلاد – آل يعرب- الإسلام يعاني حرباً ضروساً من الجاهلين به والحاقدين عليه والمفسدين والكائدين له من عباد الملذات من أمته المفرطة وكذا من أعدائه الحاقدين- (ودوا لو تكفرون) (ودوا ماعنتم) – الطامعين. إن الأمم التي تألف المصائب على النحو الذي نعيشه ربما استباحت من المباهج والمرفهات ما يخفف عنها شيئاً من ألم الجلد والكفاح الدائم.إن العربي والمسلم في أرض الإسلام يريد أن يوفر لنفسه لوناً من ألوان النعيم وصنوف المشهيات مالا نظير له لدى المواطن الغربي عموماً والأمريكي على وجه الخصوص وما لم يطلبه الرجال الذين فجروا الذرة في الشرق والغرب سبحان الله ، إنسان لا همة له من الدنيا إلا أن يستجلب من الملذات ويقتني من القناطير المقنطرة من الأموال والحسابات في المصارف ما لم يحلم به العباقرة الذين أنهكتهم الأفكار والأشغال.إن هذه الحالة من عشق الدنيا من أقوى ذرائع الفتك في كيان أمتنا المتهالك وأعدائنا الذين يتعاملون معنا بعقلية اللص لا يعنيهم إلا أن نكون مغفلين ذوي شهوات نزقة.إن أمراض الرجولة وإسقاط مستواها وإهاجة الغرائز السافلة وتنمية روح الحيوانية الوالغة في الدماء وإضعاف روح الإنسانية المخنوقة وتمزيق الإسلام وتمريغه في الوحل إن هو همَّ بكلمة اعتراض أو بدت عليه علامة امتعاض، مما جره الأجراء سدنة السلطان من سلقه بألسنة حداد، والتي لا تعرف الشدة إلا يوم تدخُلُ مع الإسلام في عراك ، عندها تضرب بقسوة. إن انهيار الرجولة في البلاد الإسلامية أمام طوفان اللذة الحيوانية التي غرسها الغرب ولا يزال يتعاهدها ويسخر أدواته في هذا السبيل من كتاب وإعلاميين وصحافيين في نشرها، فما لم يستكبر عقلاء الأمة على هذه الرغبات ويطرحوها وراء ظهورهم ثم ينظرون إلى ميراث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من خير الدنيا والآخرة فلن تصح لنا حياة ولا حرية، ولن تسلم لنا كرامة أو عزة.فمخنثو الرجال لا يصلحون بداهة- لكفاح ويستحيل أن يصنعوا مجداً ألا فلنحذر على ديننا ودنيانا هذه الميوعة الخسيسة التي اعتلّت بها أمتنا.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين