16 سبتمبر 2025

تسجيل

عن الأطباء أقول (1)

30 يونيو 2013

أرجو أن تسمح لي عزيزي القارئ في الخروج عن النمط الذي تعودته منى في الكتابة.. ولنعتبر هذا المقال استراحة تصحبنى فيها إلى حيث كنت. في الآونة الأخيرة تعرضت لبعض المشاكل الصحية مما اضطرني لزيارة بعض الأطباء في عياداتهم الخاصة.. والأطباء – شأن سائر البشر – تتباين شخصياتهم وتختلف طريقة بعضهم عن البعض الآخر في التعامل مع الناس.. وهذا شئ طبيعي.. ولكنهم جميعا يتفقون في عدم المحافظة على المواعيد التي يحددونها – بأنفسهم - لعملهم لدرجة أننى بدأت أشك في أن لديهم جميعا رغبة في أن ينتظرهم الناس أطول فترة ممكنة لعل هذا يُضفى عليهم المزيد والمزيد من الأهمية.. مع ملاحظة أننى دائما أزعم أننى – أي العبد لله كاتب هذه السطور – هو الشخص الوحيد فى مصرنا الحبيبة الذي يحافظ على مواعيده.. أو حتى يلقى لها بالا.. هذه واحدة.. الشئ الآخر الذي لمسته خلال تجربتي الأخيرة هذه هو عدم الاهتمام بأن تكون أماكن انتظار المرضى متناسبة مع اسم الطبيب ومكانته والتي تتناسب تناسبا طرديا مع المبالغ الطائلة التي يتقاضونها والتي تزداد كل فترة وأخرى.. المهم في أماكن الانتظار أن تستوعب أكبر عدد من البشر وليس مهما أن تكون المقاعد مريحة أو حتى ذات مساند للأيدي حتى يريح المرضى وذويهم أذرعهم.. بل تجدها أيضا غير كافية في بعض تلك العيادات مما يجعل الأقل مرضا يتنازل عن مقعده لمن يُعانى أكثر منه أو تبدو عليه دلائل المرض والإرهاق.. هذا فضلا طاولة متهالكة تتوسط المكان وملقى عليها بعض المجلات والكتب القديمة التي استحال لون ورقها إلى اللون الأصفر بمرور الزمن وبفضل ما تحمله من أتربة.. ولن يكتمل المشهد حتى ترى جهاز التليفزيون الذي أجزم أنه كان في منزل الطبيب ثم أحضره إلى العيادة بعد انتهاء مدة خدمته الافتراضية وشراء جهاز أحدث منه.. وغالبا ما تجد سيدة من المتقدمات في العمر اللاتي يتابعن المسلسلات تطلب من التمورجى أن يشغل جهاز التليفزيون فيقوم متكاسلا ويفعل ذلك.. وحينها نكتشف أنه لا يوجد جهاز لتشغيل الأطباق وأن جهاز التليفزيون قادر فقط على استقبال القنوات الأرضية مثل ما كان سائدا في ستينيات القرن الماضي. ومن ضمن أهم ما نلاحظه في مسألة الأطباء أيضا هو تحمس الأهل والأصدقاء لطبيب بذاته لدرجة أن أحدهم يكاد يقسم أن أبقراط نفسه لا يُقارن به.. ويضرب لك العديد من الأمثلة على براعته وعدد المرضى الذين ساعدهم على الشفاء.. ولابد أن يوقعك هذا في حيرة حتى تحسم أمرك وتستقر على اختيار أحدهم لتفاجأ بمشكلة جديدة.. لا يوجد حجز في موعد قريب.. ولا يحل هذه المشكلة إلا تدخل هذا الصديق أو القريب والاتصال بالتمورجى وتحديد موعد لك مع توصية أن تذهب مبكرا وأن تكون كريما معه على هذه الخدمة التي لا نظير لها. وهناك تفاجأ بما أسلفنا عن أماكن الانتظار التي تجلس فيها لوقت طويل يكون كافيا لأن يزداد المريض مرضا فوق مرضه.. وأن يمرض من يرافقه أو يكاد.. وأخيرا تأتى اللحظة الموعودة ويدعونك للدخول إلى غرفة الكشف ومقابلة الطبيب.. لتجد مفاجأة أخرى في انتظارك. نتوقف عند هذا الحد بسبب المساحة المتاحة على أمل اللقاء بكم فى مقال قادم بحول الله.