14 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقافة والهوية منطلق في المرحلة القادمة

30 يونيو 2013

كل العيون اتجهت إلى قطر الأسبوع الماضي لرؤية تسليم مقاليد الحكم من قبل صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مشهد فريد على الحكام العرب وقد أثبت بتلك الخطوة أنه لم يكن راغبا في الحكم وإنما مصلحة الوطن كانت الدافع لتلك الخطوة وهو ما جاء في خطاب سموه حيث أكد عليه ولاشك أن تلك الخطوة قطعت الطريق على من يتحدث عن بعض الأمور فيما يخص الشأن الداخلي، ومنذ أن تم نشر مثل هذه الأخبار في الإعلام والكثير من الغمز واللمز كانت تصدر مع الأسف من الإعلام الخليجي والعربي وهذا أمر طبيعي عندما تكون دولة في حجم قطر كمساحة تقوم بدور كبير في المجتمع العربي والعالمي لابد أن يكون هناك حقد وكراهية عند البعض لهذا الدور ومن ثم فإن تلك الخطوة الشجاعة التي قام بها صاحب السمو الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كانت مثار إعجاب عن الجميع حتى الذين يقفون ضدنا، فقد كنت ضيفا على عدد من القنوات الفضائية والمحطات للحديث عن المشهد السياسي في قطر وكانت التقارير التي تبث خلال الحوار فيها جوانب مغلوطة عن ذلك الحدث ومن هنا فإن توحدنا كقطريين للرد على تلك الأخطاء أمر مطلوب منا جميعا، ولاشك أن خطاب صاحب السمو الأمير المفدى تمحور حول أهمية الثقافة والهوية، إن المبادئ التي تستند عليها رؤية قطر 2030 تتمثل في مجموعة من الحقائق أهمها تعزيز الهوية التي لا تعني الانكفاء على الذات الثقافية، وأن الفخر بالهوية والتراث لا يعني التعصب ورفض الآخر، وأن تنشئة الأجيال يجب أن تتم على أسس ومرتكزات ومبادئ واضحة تستجيب لظروف التغير وتتمسك بالثوابت. والتركيز على الهوية الوطنية التي ترتكز على مقومات ثقافية كاللغة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، إن هذه المقومات هي التي تشكل المكون الأساسي لثقافة أي مجتمع من المجتمعات والتي تشمل القيم والمعتقدات والمعايير والرموز الفكرية لترسم في النهاية النمط الكلي لحياة المجتمع. وسوف تساهم في تعزيز آليات العمل المتبعة في تربية الأبناء في المنازل والمدارس ووسائل الإعلام والبيئات الثقافية الجديدة التي فرضت نفسها على مجريات الحياة، وأنها فرصة لمناقشة مقومات تعميق عناصر هذه الهوية باعتبارها أولى القضايا التي تهم ذوي الاختصاص في مجال التربية والاجتماع والإعلام.  إن الحفاظ على الهوية يتطلب بحث سبل مواجهة الآثار السلبية التي قد تنتج عن استخدام النشء لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذا العصر باعتبارها من أهم مصادر المعرفة والتواصل بين الشعوب وذلك يتطلب تكاتف جهود الأسرة ومؤسسات الدولة خاصة التعليمية والدينية والثقافية والرياضية. كما أن تجديد ثقة الأمير في شخص سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزيرا للثقافة والفنون والتراث، حيث نجح سعادته في خلق نشاط ثقافي على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي خصوصا بعد نجاح قطر في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 وبعد انتهاء الاحتفالية ظل النشاط الثقافي في تصاعد أكثر مما هو عليه خلالها وهذا كله رؤية ومتابعة وعمل الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وإنني هنا أبارك لسعادته الثقة الأميرية لسعادته وتعيينه وزيرا للثقافة ألف مبروك والله يوفقك وأنت كفؤ لها.