12 سبتمبر 2025
تسجيلفازت تركيا والأتراك بديمقراطيتها التي فرضت نفسها في الانتخابات الرئاسية للعام 2023 وبعد جولتين انتخابيتين احتدم فيهما التنافس بين الرئيس رجب طيب أردوغان زعيم حزب تحالف الجمهور وغريمه كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، كانت الكلمة الفصل لغالبية المصوتين الأتراك الذين صوتوا لأردوغان ليفوز بدورة رئاسية جديدة مليئة بالتحديات والعمل من أجل تجاوز الكثير من الصعوبات التي واجهتها تركيا وآخرها كارثة الزلزال الذي دمر العديد من المدن التركية وشرّد الملايين. وما يجعل هذه التحديات التي تمر بها تركيا، وخاصة بعد الزلزال الذي ضربها قابلة لإيجاد حلول لها وتجاوزها أن رئيسها المنتصر بولاية جديدة تمتد حتى عام 2028 أنه مرّ بكثير من المحن والأزمات وتجاوزها بنجاح كالمحاولة الانقلابية عام 2016، التي تورطت فيها قوى دولية وإقليمية أزعجها كثيراً القوة التصاعدية التي خطتها تركيا في حكم حزب العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان سواء كانت على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، وما سيكون عليه حال تركيا بعد عام 2023 وهي مرحلة مفصلية وهامة لها ستتخلص فيها من قيود معاهدة لوزان التي فككت الامبراطورية العثمانية وما تبعها من نتائج وخيمة كبّلت فيها قوى الاستعمار تركيا وجعلتها دولة بلا روح ولا هيبة ولا قوة، لا تستطيع أن تتحكم في مصيرها ولا مواردها!. ولعل ما واجهته تركيا بعد الانقلاب من تآمر بعض الدول الإقليمية والدولية عليها من خلال استهداف الليرة التركية ومحاولة الإضرار باقتصادها من أحد التحديات والعراقيل التي لم تكن تحدث لو لم يكن أردوغان على سدة الحكم في تركيا، ومع هذا وكعادته تمكن أردوغان من تجاوز هذه المكيدة وساهم بوضع خطة اقتصادية رفعت مؤشر العملة التركية واستطاع أن ينقذ بلاده من كارثة كادت تعصف بها. يُزعجهم الرئيس أردوغان لأنه ليس أداة بيد الغرب وأذنابهم من العرب والعجم، فلم تُسفر كل محاولاتهم وضخّهم للمليارات في الإطاحة بالسلطان الحكيم القوي الذي وضع نُصب عينيه بناء تركيا الحديثة القوية التي أخرجت نفسها من عباءة الوصاية التي ابتليت بها منذ الإطاحة بالإمبراطورية العثمانية التي شكّلت على مدى قرون هاجس الغرب المسيحي بقوته ونفوذه وتمدده!. فوز الرئيس أردوغان لم يأت من فراغ وإنما جاء بعد تحقيق العديد من الإنجازات للدولة التركية ومواطنها الذي أقصى طموحه أن يعيش حياة كريمة وأن يستفيد من موارد وخيرات وطنه، وهو ما حققه أردوغان خلال عقدين من الزمان، وصل فيه دخل الفرد السنوي أكثر من 12 ألف دولار، وما في جعبته لن تكون أقل مما تتحقق سابقاً وخاصة على الصعيد الاقتصادي. فاصلة أخيرة عندما شاهدت أرقام ونسب مرشحي الانتخابات الرئاسية التركية واحتدامها ومدى منافسة حزب المعارضة للحزب الحاكم وفوز الأخير في عدة مدن استشعرت مدى حجم الديمقراطية الحقيقية التي يعيشها الشعب التركي، وتحسرت في الوقت نفسه على العديد من دولنا وخاصة التي يُسيطر عليها العسكر و"الزيروقراطية" التي تعيشها شعوبها!.