12 سبتمبر 2025

تسجيل

تعصــبٌ للعـــروبــة أم تعصــب لمـدريـــد ؟!

30 مايو 2022

ما وجدت شيئاً أسوأ من التعصب الرياضي!، فقبيل المباراة التي جمعت نادي ليفربول ونادي الملوك ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا تحول تويتر و(التايم لاين) إلى خلايا نحل نشطة بين مناصري ليفربول وآخرين لريال مدريد لتدب بينهم المشاحنات والنقاشات والردود، وكل جانب يكيل المدح لفريقه والوعيد للفريق الآخر، ناهيكم عما كان من شغب وفوضى ودخول الآلاف من المشجعين غير النظاميين استاد المباراة وتأخر المباراة عن الانطلاق في وقتها المحدد بسبب الآلاف ممن استعرضوا مهاراتهم في دخول الملعب بصورة غير شرعية والتصادم مع الشرطة في مشهد أقل ما يقال عنه إنه فوضى في التنظيم لهذا الحدث الكبير الذي كان له جمهور من نوع آخر في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تبادل هو أيضاً فوضى التشجيع والإعجاب وتجاوز كل ذلك إلى التعصب الرياضي المكروه وأعني بين صفوف العرب بالذات الذين يمتازون بنوع نادر من التعصب الذي لا يمت للروح الرياضية بشيء فيصل معظمه إلى الشتيمة والسباب وأساليب لا تمت للرياضة بشيء للأسف، لأنني وفي خضم مراقبة كل هذه الأمور وجدت نفسي أتأمل في حديث النجم محمد أبو تريكة الرياضي والمحلل على قنوات بي إن سبورت، الذي وجد نفسه هو الآخر يعلق على فوضى الجماهير التي تناقلتها مئات الكاميرات التلفزيونية بقوله (إلى المهووسين بالغرب انظروا لفوضى التنظيم التي ترونها الآن في حدث كبير مثل نهائي دوري أبطال أوروبا) ورأيت أنه كلام منطقي جدا فنحن جُبلنا للأسف على عقدة النقص واعتبار الغرب متقدماً علينا في كل شيء رغم أن التاريخ يثبت كيف تقدم العرب والمسلمون في مجالات تأخر فيه الغرب كثيرا ثم سرقوها منا فتقدموا، فبات ما لنا في الحقيقة منسوباً لهم ونتمناه ونراه شيئاً كبيراً. ثم استطرد نجم الكرة والأخلاق والمواقف أبو تريكة في قوله (للشباب المتعصبين اليوم أقول لهم لا تتعصب إلا لدينك وعروبتك)، والمعروف عن أبو تريكة تصريحاته التي تتعدى مواضيع الرياضة لما هو اشمل لأنه وعى بالأمس أي فوضى كلامية وأي أسلوب سوف يتنامى بين المشجعين العرب بسبب هذا النهائي، فأي تعصب يمكن أن يكون للدين إن لم يكن وصفه في النهاية إرهابا وخرابا؟! وأي تعصب يجب أن يكون لهوية العربي فينا إن لم يوصف في النهاية على أنه قومية غير مستحبة وجاهلية سيئة؟!، فكيف نتعصب للدين وفينا من يحاربه؟!، وكيف نتعصب لعروبتنا وفينا من يطمسها؟! ثم كيف نتعصب لما نحن مقصرون فيه أو نخجل منه أساسا؟! هل أتعصب لدين لا يعرفه كثيرون رغم انتسابهم له في الجواز وشهادة الميلاد؟!، أم أتعصب لعروبة تنتحر على شواطئ الغرب على شكل قوارب هلاك لا ينجو منها إلا من كتب الله له النجاة ووصف بعدها هذا لاجئ عربي هرب من جحيم العروبة إلى جنة الغرب؟. هل تريد يا أستاذ أبو تريكة لشباب وجد اللعبة الحلوة بين أقدام بيكر وكوناتي وفابينيو وفيني جونيور وماريانو وناتشو وغيرهم من نجوم ليفربول وريال مدريد بالأمس أن يتعصب لما هو غائب في تلك اللحظة؟! فحتى محمد صلاح اللاعب العربي المسلم وجد جماهير ريال مدريد العريضة في الوطن العربي ومن مصر نفسها يهتف بسخرية (واحد اثنين محمد صلاح فين)، في إشارة لضبابية وجوده عقب الانتصار الكبير للمدريديين على فريقه ليفربول بالأمس فأين التعصب حتى لهوية صلاح من أن يجد مني أو من غيري ما يستحقه كنجم تتهافت عليه أندية العالم للتوقيع معه؟، هو نفسه حتى لم يظهر يوماً متعصباً للدين أو العروبة في أي مشاهد تناقلها العالم له، لذا لا تخبروني عن تعصب لدين أو عروبة إن كان الحاضر هو أكبر من أن يفكر الشباب العربي فيه في تلك اللحظة فكيف ونادي الملوك يلعب ويرقص معه الملايين من عشاقه معه؟!.. بربك يا أبو تريكة قد فاضت بي كلماتك وأفضت بها. [email protected] @ebtesam777