20 سبتمبر 2025

تسجيل

أُقفل ملف القضية

30 مايو 2022

جوني ديب وآمبر هيرد.. حديث العالم، حيث الفيديوهات المتعلقة بقضية "العنف الأُسري" و"التشهير" بين الزوج السابق وطليقته، شوهدت أكثر من 15 مليار مرّة في مناصرة لـ "العدالة من أجل جوني" مقابل 8 ملايين لـ "أدعم آمبر هيرد"، بالإضافة إلى 10.7 مليار مرّة مشاهدة عبر منصة "تيك توك" وحدها. عدد المتابعين للجلسات المباشرة التي تعقدها المحكمة المختصة بهذه القضية في ولاية فيرجينيا الأمريكية وصل لأكثر من مليون متابع في الساعة، وارتفع معدّل البحث عن هاتين الشخصيتين 50 مرّة مقارنة بالفترة التي سبقت المحكمة. المعارك القانونية بين المشاهير ليست بجديدة، والأمثلة كثيرة من الماضي القريب والبعيد، منها قضية بريتني سبيرز ووالدها، وغيرها من القضايا. الجديد هو النفوذ الذي تكتسبه وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه الرأي العام العالمي، والأجدد خروج "الرجال" إلى العلن للاعتراف بأنهم ضحية عنف أسري من قبل زوجاتهنّ وأمهاتهنّ، وهذه من وجهة نظري خطوة جيّدة في سبيل إعادة التوازن الذي فقدناه وسط استغلال "نون النسوة" قضية التعنيف اللفظي والجسدي، فنظرة سريعة وموضوعية سنجد زوجة ما تُعنّف زوجها وأماً تعنّف بقسوة ابنها باللفظ الجارح والضرب، ولكننا سنجد العذر لهنّ لأننا ما زلنا في اللاوعي نستلذّ بفكرة المرأة "كائن ضعيف"!. قضية الرجل والمرأة والعلاقة بينهما أبدية، فأكثرهم لا يعقلون أن الجدال حُسم في الكتاب، وأن الذكر والأنثى متساويان في المنزلة الإنسانية، مشكلتنا في هذا العالم ليست بذكر أو أنثى بل بالسقوط في فخّ هذا التنازع الذي لن ينتهِ، وأننا لم نُصدّر للعالم عظمة ما نستشعره في "وجعل بينكم مودة ورحمة". المودة والرحمة لن نراهما علنًا في هذه المسرحية الهوليودية، فكلّ ما سيُنتج عنها سيكون عبارة عن قصص خلافات زوجية تدرّ الأرباح في مجال صناعة الأفلام السينمائية.. ستستمر المحاكمات بين المشاهير ولكن فيلم مقتل شيرين أبوعاقلة سينتهي، كما انتهى فيلم مجزرة قانا ودير ياسين وإحراق العراق وسوريا وغيرها.. عذراً مؤثرونا مشغولون بتسويق المشروبات الصيفية الزهرية الذي تعكس لون الحياة الوردية، والمنتجون في بلادنا ما زالوا يصدرون الأفلام الوثائقية عن إنجازاتنا الرسمية وألقية أعمال فكاهية أو درامية نُسليّ بها حياتنا اليومية. على خطّ موازٍ المجتمع اللبناني "معجوق" بعمل درامي من الطراز الأول مع ترقبّ عملية التصويت في المجلس النيابي لانتخاب الرجل الأوحد - الذي لا شريك له - رئيسًا لمجلس النواب، حيث صودف أن أغلب الشخصيات المنافسة من الطائفة نفسها، والتي تحمل إمكانيات بديلة يتم اغتيالها من قبل الأشباح، أو تهجيرها، أو التشهير بها، أو صهينتها. وإن كانت الكلمات هذه تُعبر عن وجع شعب، إلا أنها تُفرح قلب أقلية تُقدّس الشخصيات، أقلية لم تستوعب بعد أنها انهارت تمامًا، والدليل أنه من أصل أكثر من 165 ألف مقترع، حصل "الرجل الأوحد" على 30 ألف صوت ونيف داخل لبنان وخارجه، بما يمكّنه من تصريف أعمال بلد متهالك أخفق خلال حكمه لمجلسه النيابي على مدى 30 عامًا في بناء الإنسان والوطن.. ابن الميليشيا لا يبني دولة. وفيما يتابع ملايين المشاهدين خلاف زوج وطليقته في قضية تشهير تنظر فيها المحكمة، سيُتابع أيضًا ملايين المشاهدين "تمثيلية نيابية" جديدة، سنرى فيها خلافًا بين حليف وطليقه.. اغتيال للبنان وشعبه بتفجير هزّ وطناً ولم تُعقد إلى الآن جلسة استجواب محلية أو دولية ولو صورية.. رُفعت الجلسة وأُقفل ملفّ القضية.