27 أكتوبر 2025

تسجيل

موائد رمضان بديل الوجبات السريعة

30 مايو 2016

طالما حذرنا من إدمان أطفالنا على الأطعمة التي يطلق عليها (الوجبات السريعة) وهي اسم على مسمى كما يقولون، فهى سريعة التحضير وغالباً ما تكون غير مكلفة وتنقصها القيمة الغذائية، وتحتوى على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية والملح والسكر، والاطفال يقبلون عليها بنهم، ولا يعلمون ان لها آثاراً ضارة على صحتهم، وقد يجهل الكثير من الآباء خطورة تلك الأطعمة على المدى البعيد في حال تقبلهم شراءها لأطفالهم، أو مكافآتهم لهم في بعض المواقف التي يزعم الوالدان بصحة هذا الأسلوب. أتطرق الى هذا الموضوع اليوم لأننا على مشارف شهر رمضان الكريم، الذي تتنوع فيه موائد الخير بما لذ وطاب من الاطعمة الصحية والغنية، وأرى أنها فرصة لابتعاد الأطفال عن هذه الوجبات السريعة والاستعاضة عنها بالوجبات المثالية، التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الجسم، خصوصاً للطفل في طور النمو، وحتماً فإنّ هذه المواصفات غير موجودة في الوجبات السريعة، لاحتوائها على نسبة عالية من الشحوم، والزيوت، والدهون، والنشويات، مع القليل من البروتينات والخضراوات والألياف الطبيعية.توصل باحثون مؤخراً إلى أن الوجبات السريعة تسهم بدرجةٍ كبيرة في إصابة الأطفال بالربو، لخلوها من الفيتامينات والمعادن، ويمتد ضرر الوجبات السريعة بالطفل، حين تخل هذه الوجبات بالحركة الطبيعية للأمعاء، وللأسف فإن الأطفال يتعودون على تناول مثل هذه الوجبات، لأنهم يسعدون بجو المطاعم واللعب التى يحصلون عليها مع الوجبات، وبعد ذلك ربما يرفضون تناول الطعام الصحي، وأود أن أورد قصة شاب أمريكي صور فيلم أسماه "سوبر سايزمي" هذا الفيلم عرض على الشوتايم، فما هو ملخص الفيلم الذي أراد منه هذا الشاب، أن يبين أثر (الفاست فود) أي مطاعم الوجبات السريعة. بتجربة شخصية ظل هذا الشاب الامريكي يأكل خلال 30 يوماً من إحدى مطاعم الوجبات السريعة المعروفة والشهيرة؛ فطور، وغداء، وعشاء، واخذ يراقب ماذا يحصل له مع مرور الوقت، في الأيام الأولى من تجربته أحس بالاكتئاب والكسل والخمول مع إحساس بالجوع والإدمان على هذا الأكل، عند اكتمال الـ 30 يوما.. ماذا كانت النتيجة؟ لقد صُدم الأطباء بعد التحاليل!! ومن الصدمة لم يصدقوا أن تحاليل الشاب تبين كأنها تحاليل رجل مسن، فأمروه بإيقاف التجربة فوراً لخطورتها الكبيرة على صحته.. هذا الفيلم أثار ضجة في أمريكا، ومنها بدأت مطاعم الوجبات السريعة تكثف الدعاية، وبالذات في منطقة الشرق الأوسط حتى تغطي خسائرها بالغرب.. وللأسف تباع تلك المأكولات السّريعة بالمطاعم، والمحلّات التجاريّة، وهي تتّصف بالعادة بجودة أقل، لأنّها مشبعة بالدّهون والزّيوت، لذلك لها أضرار خطيرة للغاية.. بالإضافة الى احتوائها على كميّات كبيرة من الدّهون والسكريات والبروتينات، فعندما يأكلها الأطفال أو الكبار، تتراكم في أجسادهم ممّا يؤدّي إلى زيادة هائلة في أوزانهم وأحجامهم.. تشير الدراسات العلمية بهذا الشأن ان تناول الطفل لهذه الوجبات السريعة المليئة بالدهون غير المشبعة، بعد سن 3 أو 4 سنوات يمكن أن تظهر على ذلك الطفل علامات انسداد الشرايين، عند سن 8 أو 9 سنوات، أما الأمراض الاخرى، فلا تظهر على هذا الطفل إلا بعد أن يصل إلى عمر 40 عاما.ألستم معي في أن تناول الوجبات السريعة بكثرة يضر بجهاز مناعة الطفل، ويجعله أكثر عرضة للأمراض..؟ الا يدعونا ذلك الى تكثيف جهودنا للحد من تناول هذه الاطعمة المسرطنة، وترغيب أطفالنا على موائد رمضان الغنية والمفيدة.. لكن باعتدال!! وسلامتكم.