13 سبتمبر 2025
تسجيلاعجبني حد الإدهاش التدافع الطلابي افرادا وجماعات والجدية التي تجاوبوا بها مع دعوة حاكم دبي والتي أطلقها لحضهم على القراءة وما سماه الحلم المستقبلي الكبير وقال عنه: (وعدت طلابنا في الإمارات بتوزيع شهادات شكر مني شخصيا لمن يتم قراءة خمسين كتابا ضمن مشروع تحدي القراءة... فأتم 50 ألفا منهم التحدي... بدأت اليوم بإيفاء وعدي لهم ووقعت اول مجموعة ووزعتها بنفسي وسنرسل لكل واحد منهم شهادته لمدرسته... وقد شارك 160ألف طالب بقراءة 5 ملايين كتاب في عام). مثل هذه المنافسات نعتبرها سمينة كاملةً الدسم وذات مضامين تربوية ثقافية توعوية لارتباطها بالرجوع للكتاب وكطوق نجاة لجيل اليوم من الانزلاقات الحياتية وموبقاتها. انظروا حينما كان مستهدفا 500 قارئ فإذا بالقراء يتجاوزن الـ 160ألف طالب يلتهمون 5 ملايين كتاب في عام وبدون اي مقابل مادي، والتي عادة ما يتدافع نحوها الملايين لما للمال من اغراء شديد.. ودعوة سمو الشيخ محمد بن راشد التي وجدت القبول كانت مقابل دعم معنوي يتمثل في شهادة ممهورة من سموه...إذن البذرة الطيبة موجودة فقط تحتاج لمن يحضها ويستنفرها ويحسن غرسها ويغذيها لتنمو وتنهض لوجهتها الصحيحة. السنة الماضية كنت ضمن لجنة تحكيم مسابقة قطار المعرفة بمدرسة موزة بنت محمد رفقة الدكتورة عائشة الدرهم رئيس مجلس الأمناء خصصت لتلاميذ وتلميذات المدارس الإعدادية. المدهش لم يكن في عدد المتقدمين بل ما هضمه المتسابقون من هذا الكم من الكتب... قد لا يصدق البعض ان المتسابقين كانوا يردون وبثقة كاملة علي اي سؤال عشوائي من لجنة التحكيم عما استوعبوه والحكمة التي استخلصوها وقدم بعضهم سردا لقراءته كمن يعرض مسرحية او ما يشبه المناظرة وأكثر من ذلك قيّم اخرون المؤلف واعماله الأدبية بل قارنها وقارع جودة او تدني إنتاجه بجيله من المؤلفين او صنفه ضمن الأكثر انتشارا او تأثيرا وهكذا.هذا الجيل فيه كل مقومات النجاح والتفوق فالقادم اجمل كما جاء بكلمة الشيخ محمد بن راشد وبأن الحلم كبير بتخريج اجيال مثقفة واعية متسامحة وقادرة على صنع مستقبل مختلف، وفي اعتقادي هذا هو بيت القصيد والامة الاسلامية والعربية تمر بمنعرج خطير يعرفه الجميع ليختم مقولته (نصيحتي لكل معلم ومربي ومسؤول في مدارسنا بأن لا يتخلّوا عن هذا الحلم).إنها ايضا دعوة لكل ام ولكل رب أسرة.. حضوا عيالكم على طلب المعرفة والتي ما عادت في يومنا هذا وفي زماننا هذا بين دفتي كتاب مدرسي فقط... بل هي منثورة ببن صفحات الكتب وعلى مواقع الانترنت لأن اللحاق بركب قطار المعرفة يحتاج لجهد مضاعف من الأسر والمؤسسات التعليمية ومن القادة ورموز المجتمع مع ضرورة التشجيع والمثابرة على مثل هذه المشروعات النافعة، والحصيف من يلحق بالركب فالمستقبل الزاهي دوما للمتعلمين ولمنتجي المعرفة... وبوركت حاكم إمارة دبي.همسة: بيت القصيد هو تخريج أجيال مثقفة واعية متسامحة.